قال مصدر سوري مستقل، وثيق الإطلاع على خفايا الملف السوري، في دردشة مع سيريا بوليتيك، "تعليقا على الأنباء حول انشقاق فاروق الشرع، أريد أن أقول أن هذا السياسي البعثي القديم قد انشق منذ عقود طويلة".
وأوضح المصدر قائلا "إن الشرع استطاع أن يكبح نفسه خلال مراحل صعوده في المناصب، فالرجل لم يتخل أبدا عن الموروث البعثي القديم لعائلته، حيث من المتعارف عليه أن البعثيين القدماء كانوا دائما يبعدون أنفسهم عن قصص الفساد والتورط فيها، فالشرع مثلا- وعلى عكس معظم المسؤولين الكبار- لم يضع أبناءه في مناصب كبيرة ولم يتوسط لوضعهم في مناصب ووظائف حكومية أو غير حكومية، ولايملك إلا منزله في دمشق، والجميع يشهد له بنظافة اليد، فيما اتجه أفراد أسرته للعمل بوظائف في القطاع الخاص بناء على مؤهلاتهم التعليمية، حتى أن أحدهم يعمل طيارا، والطيار لا يمكن أن يكون بالواسطة".
وقال المصدر" ما ذكرته هو الجانب الأول الذي يؤكد أن الشرع منشق عن النظام الذي استشرى فيه الفساد، وأضيف أيضا جانبا آخر وهو أن الشرع لا يوجد في سجله السياسي الطويل في سوريا أي تصريحات ضد معارض، أو المعارضة عموما، لا بل سأكشف لكم أنه لم يتردد يوما في مساعدة أي معارض وطني خضع لضغوط ما من قبل أجهزة أمنية محددة، وكان يحاول أن يتواصل مع معارض هنا أو هناك من الذين تعرضوا لضغوط، وطبعا بهدوء وبعيدا عن الاعلام والضجة".
وأضاف المصدر "إن فاروق الشرع وقف إلى جانب مثقفين، وصحفيين وإعلاميين، تعرضوا لضغوط عديدة في السنوات الماضية، وحاول مساعدتهم قدر المستطاع، وذلك في الوقت الذي كان فيه بعض الاعلاميين المنشقين اليوم يكتبون آنذاك التقارير الأمنية ضد زملائهم من الذين وقف إلى جانبهم فاروق الشرع".
وقدم المصدر قائمة بأسماء المعارضين، وكذلك الصحفيين السوريين الذين ساعدهم فاروق الشرع خلال السنوات الماضية وأنقذهم تماما، وسينشرها "سيريا بوليتيك" في الوقت المناسب.
وتساءل المصدر: ما هي علامات الإنشقاق برأي بعض إخواننا المعارضين، وكذلك الاعلام العربي ؟ أن يفر الشخص إلى الأردن وقطر مثلا ؟ لا ابدا .. يكفي أن يكون الشخص نظيف اليد، ولا يستخدم منصبه لإلحاق الأذية بأفراد الشعب لكي يكون منشقا في داخل وطنه.
وقال: أتذكر منذ عدة سنوات أن إعلام بعض الدول العربية قد شن حملات دائمة على الشرع ووصفه بأنه من "الحرس القديم للبعث الذي يمنع انفتاح الأسد على هذه الدول بسبب تصريحات له في ذلك الوقت"، والآن نسيت وسائل الإعلام الذكورة ما قالته منذ سنوات وتريد تحويل وتجيير وضع فاروق الشرع -والأنباء التي راجت حول انشقاقه- لصالحها".
وتابع: لكن.. إذا حصل وخرج فاروق الشرع يوما ما من سوريا ورأيناه في دولة أخرى.. فإن الإنهيارات النفسية، والإجتماعية، والسياسية، لن تكون في صالح أحد، وستختفي لغة العقل".
وانتقل للحديث عن نقطة أخرى، قائلا: لا يظنن أحد أن انشقاق الشرع – بمعنى خروجه من البلد- سيكون في صالح أي سوري، سلطة أو معارضة، فالرجل لا يطمح لركوب الموجه لأنه لا يخجل من ماضيه النظيف ولا يسعى مناصب أخرى في حياته، ولا يمكن لأحد أن يحاكمه، ولذلك من مصلحة الجميع أن يبقى الشرع في دمشق، لأنه قد تحين لحظة معينة يكون صوت الشرع في دمشق مثالا أخيرا لانقاذ البلاد خاصة أنه شخص معروف بأنه ضد الطائفية".
"ولكن لنفرض جدلا أننا استيقظنا يوما ما ووجدنا الشرع في دولة أخرى وقد انشق انشقاقا خارجيا.. ماذا يحصل برأيكم" ؟ سأل محرر "سيريا بوليتيك"، فأجاب المصدر " إضافة إلى النتائج التي ذكرتها لكم في حال حصل هذا الأمر، بالطبع ستحصل إجراءات روتينية من قبيل تسيمة نائب جديد لرئيس الجمهورية وقد يكون وزير الخارجية وليد المعلم، فيما يبقى محمد ناصيف (أبو وائل) في منصبه وهو مساعد نائب رئيس الجمهورية".