ما هو شعور أهلنا من السوريين النازحين الذين تهدمت بيوتهم ؟
نفسيا، هو شعور بالألم والحزن لا مثيل له. إنه شعور رجل عجوز بنى بيته حجرا فوق حجر بعرق جبينه، وبنى أسرته في هذا البيت، التي كانت أطفالا يلعبون فيه ثم أصبحوا شبابا في الجامعات، وفجأة تهدم كل شئ. رجل عجوز يقف على أطلال منزله، وأطلال وطنه الصغير والكبير !
جسديا، هو شعور بالبرد القارس والشتاء الذي يدق أبواب سوريا، حيث الأمطار والثلوج ؟ وماذا عن الأطفال والنساء بشكل خاص ؟
إنها مأساة كبيرة يعيشها أهلنا النازحون. إن السوريين الذين يعيشون في منازلهم يحملون هموم الشتاء القادم، من حيث الوضع الاقتصادي الصعب والسعي لتأمين قوت يومهم وسط غلاء الأسعار واختفاء الكثير من المواد، فضلا عن هموم تأمين الوقود من أجل الشتاء، فما بالكم بالعائلات النازحة ؟!
إن أخر ما تحتاجه العائلات السورية الأخبار العاجلة على الفضائيات، والبيانات الصحفية الحكومية والمعارضة، والصراعات والتنافر والتهديد والتخوين والقتل. كل هذه الأشياء لا تفيد الواقع المرير الذي يعيشه الشعب السوري من موت ودمار وتشرد والحاجة إلى أهم الأشياء الرئيسية التي تحتاج إليها أي أسرة عادية كل يوم، وخاصة الأطفال.
في العام الماضي، ردد عدد من "المحللين" اللبنانيين كلمة "خلصت" بمعنى أن الأزمة انتهت، ولكن منذ ذلك اليوم وحتى الآن لم يبق شئ في البلاد إلا و"خلص" باستثناء الأزمة والمعاناة المستمرة، وفي مقدمة الأشياء التي "خلصت" (طاسة المازوت) !
على الجميع في سوريا أن يدركوا أن الألم سوري، والحزن سوري، والدم سوري، ومهما تباعدت "بعض" القلوب – التي كانت قريبة بالأمس- لا غنى لها في يوم من الأيام أن تتقارب مجددا، ونأمل أن يكون يوما قريبا وليس بعيدا، وهكذا يمكن أن تنجو سوريا من محنتها، وهكذا يمكن أن نقول "خلصت"..