أخــبار وأســرار

  • بلدة سراقب المعارضة تمنع رفع راية "لا إله إلا الله" أكثر من عشرين دقيقة

    30 يوليه 2012 - 11:02 PM : سيريا بوليتيك
  • راية القاعدة في إحدى المظاهرات في سوريا
  • قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نقلا عن رئيس مجلس الجيش السوري الحر في بلدة سراقب الاستراتيجية على الطريق الرئيس جنوب غربي حلب، أن الجهاديين "موجودون في كل مكان من ادلب وهم يزدادون قوة لذا لم نكن نريد أي عداوات أو احتكاك في منطقتنا".

    وأضافت الصحيفة: ولكنّ احتكاكا حدث رغم هذه المبادرة. إذ طالبت المجموعة الجهادية برفع الراية السوداء بوصفها راية النبي محمد خلال تظاهرة الجمعة. وإذ تعتز سراقب بحياتها الديمقراطية الجديدة التي تتبدى بانتخاب مجلسها البلدي مرة كل شهرين تقريبا فانها قررت التصويت على المقترح وكان الجواب بالرفض. ولكن المقاتلين الجهاديين رفعوا الراية السوداء التي كُتبت عليها عبارة "لا إله إلا الله" رغم قرار البلدة، ثم توصل الجانبان الى حل وسط هو السماح لهم برفع الراية 20 دقيقة.

    اضغط هنا لقراءة تقرير الصحيفة الأمريكية باللغة الإنجليزية، وفيما التقرير الكامل للصحيفة كما ترجمه موقع "إيلاف" السعودي:

    شهدت الأشهر القليلة الماضية ظهور تنظيمات متطرفة أكبر، احسن تنظيماً وأقوى تسليحاً تعمل من أجل أجندة جهادية. ويلاحظ مراقبون أن جماعات مقاومة أخرى أخذت تكتسب صبغة اسلامية أبرز لأنها تحقق لها تمويلا أكبر.

    والمثال الأبرز على هذا التوجه محافظة إدلب التي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية أراضيها. ويُشار في هذا الشأن إلى أن قائد مجلس عسكري محلي دعا جهاديين إلى الانضمام لمجلسه بعد تنفيذهم هجمات كبيرة تحت الراية السوداء لتنظيم القاعدة.

    ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن رئيس مجلس الجيش السوري الحر في بلدة سراقب الاستراتيجية على الطريق الرئيس جنوب غربي حلب أن الجهاديين "موجودون في كل مكان من ادلب وهم يزدادون قوة لذا لم نكن نريد أي عداوات أو احتكاك في منطقتنا".

    ولكنّ احتكاكا حدث رغم هذه المبادرة. إذ طالبت المجموعة الجهادية برفع الراية السوداء بوصفها راية النبي محمد خلال تظاهرة الجمعة. وإذ تعتز سراقب بحياتها الديمقراطية الجديدة التي تتبدى بانتخاب مجلسها البلدي مرة كل شهرين تقريبا فانها قررت التصويت على المقترح وكان الجواب بالرفض. ولكن المقاتلين الجهاديين رفعوا الراية السوداء التي كُتبت عليها عبارة "لا إله إلا الله" رغم قرار البلدة، ثم توصل الجانبان الى حل وسط هو السماح لهم برفع الراية 20 دقيقة.

    وبمعنى ما، فإن التغيرات التي حدثت على الأرض أضفت قدرًا من المصداقية على دعاوى النظام الأولى التي كانت تُدحَض بسهولة، بأن جهاديين تموّلهم جهات أجنبية يقفون وراء المعارضة. ومن الأسباب التي تسوقها ادارة اوباما لقصر الدعم المحدود الذي تقدمه إلى المعارضة على مواد متواضعة مثل أجهزة اتصالات أنها لا تريد أن ترى السلاح يتدفق إلى متطرفين إسلاميين.

    ولكن الوجه الآخر للعملة هو أن الجماعات السلفية تتلقى الآن غالبية التمويل الخارجي. وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هاردنغ لصحيفة نيويورك تايمز "إن الخطاب الجهادي يرتبط في جانب مهم منه بالتمويل" مضيفاً أن ذلك يبعث على القلق.

    وأوضح هاردنغ "أن علمانيين وإسلاميين معتدلين للغاية ينضمون إلى جماعات سلفية لأنها تملك السلاح والمال". وقال هاردنغ إن طريقة المجموعات السلفية في تصوير نفسها توحي بأن السلفيين في صفوفها أكثر منهم في المجموعات التي تنشط على الأرض.

    ولكن الجهاد أصبح قوة تعبوية متميزة. وظهر على يوتيوب يوم الأحد قائد الكتائب الموحدة حديثا لقوات الجيش السوري الحر التي تقاتل في حلب داعياً إلى الانضمام للثورة على أن يكون القتال جهاداً في سبيل الله ومن لا يريدون القتال بهذه النية فالأفضل أن يبقوا في بيوتهم.

    ويلاحظ محللون أن ما بدأ حركة احتجاج سلمية علمانية في آذار/مارس 2011 اكتسب بعدا دينيا في اواخر الصيف الماضي مع تحول الحركة إلى نزاع مسلح يخوضه مسلمون محافظون ريفيون يشكل الدين عنصرًا مركزيًا في حياتهم اليومية.

    ولكن اهتماما أكبر انصب على دور تنظيم القاعدة في الانتفاضة منذ منتصف تموز/يوليو عندما ظهر مقاتلون يعلنون انتماءهم للتنظيم خلال سيطرة المعارضة على معبر باب الهوى مع تركيا. واعلن خمسة مقاتلين في شريط فيديو عزمهم على إقامة دولة إسلامية.

    ولكن ليس هناك حتى الآن حضور مهم للمقاتلين الأجانب في أي منطقة من سوريا، كما أكد مقاتلون وناشطون. وقدر القائد العسكري في بلدة سراقب عدد عناصر القاعدة في ادلب كلها بنحو 50 عنصرا رغم انها محافظة واسعة تتاخم الحدود التركية في شمال غرب سوريا.

    وقال لصحيفة نيويورك تايمز إن بين المقاتلين الأجانب ليبيين وجزائريين واسبانيا واحدا. وأضاف القائد العسكري الذي تحدث لصحيفة نيويورك تايمز في تركيا وعلى سكايب رافضًا أن يذكر اسمه انه يفضل المقاتلين الأجانب على الجهاديين السوريين لأنهم أقل عدوانية وأقل مراوغة من الجهاديين المحليين.

    وقدر ناشط يساعد في تنظيم المجالس العسكرية المحلية للانتفاضة أن عدد المقاتلين الاجمالي يبلغ نحو 50 ألف مقاتل يشكل الأجانب أقل بكثير من 1000 مقاتل مؤكدا أن المقاتلين الأجانب كثيرًا ما يواجهون صعوبة في كسب تأييد الأهالي. وقال الناشط الذي قدم نفسه لصحيفة نيويورك تايمز باسم رامي فقط لأسباب أمنية انه "إذا كان هناك 10 آلاف مقاتل اجنبي سنعرفهم، ولكن اقل من 1000 رقم لا يعني شيئًا".

    كما أن المقاتلين الأجانب ليسوا كلهم جهاديين. ولاحظ توماس بيريت أستاذ "الإسلام السوري المعاصر" في جامعة ادنبرة البريطانية أن المقاتل الليبيي- الايرلندي، مهدي الحاراتي أسهم في قيادة معركة طرابلس خلال الثورة الليبية وقام بتنظيم مجموعة من المتطوعين إلى سوريا، ولكنه ليس جهاديا. واضاف بيريت أن الحاراتي "يعتبر نفسه ثائرا ليبيا موجودًا هناك لمساعدة الثورة السورية".

    ويتفق مقاتلون وناشطون ومحللون على ظهور جماعات جهادية في الوقت الحاضر لأسباب متعددة. فهم عمومًا يبتعدون عن الجيش السوري الحر الذي يشكل ائتلافا واسعًا من المجموعات المسلحة المحلية التي تضم عسكريين منشقين ومتطوعين مدنيين. ومما له مغزاه لأن غالبية التمويل الذي يتدفق على المعارضة السورية يأتي من مانحين متدينين في العربية السعودية وقطر ودول خليجية يرتكز عطاؤهم على تعاليم سلفية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

    يضاف إلى ذلك أن الانتفاضة مع تزايد بعدها الطائفي الذي يضع الغالبية السنية في مواجهة الأقلية العلوية، أخذت تستقطب مقاتلين ينخرطون فيها من أجل قضية إسلامية أكبر. فالطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري، تُعد بنظر الكثير من المسلمين المتزمتين فرعا هرطيقيا من المذهب الشيعي، على حد وصف صحيفة نيويورك تايمز.

    في هذه الأثناء، اصبح فهم اللاعبين العسكريين في المعارضة السورية أصعب بكثير في الأشهر الماضية بسبب انتشار الألوية والكتائب والجبهات التي يحمل العديد منها أسماء دينية. يضاف إلى ذلك أنها تتغير باستمرار، وبعضها اختفى أصلاً.

    ولكن هناك اتجاه ملحوظ في اشرطة الفيديو التي لا تحمل راية الثورة، بل راية الاستقلال بألوانها الأخضر والأبيض والأسود ونجومها الثلاث الحمراء. وقال الأكاديمي بيريت من جامعة ادنبرة "إن قضية العَلَم قضية اساسية حقا" لأن الاستعاضة عن علم الاستقلال يعني "انهم في طريقهم الى اجندة جهادية سلفية ورفض الاطار الوطني".

    وظهر في شريط فيديو يصور اقتحام مركز شرطة قرب حلب علم رُسمت عليه صورة مسدس والقرآن" ويصاحب الشريط نشيد تتحدث كلماته عن القرآن بيد المقاتلين متحدّين العدو ومضحين بدمائهم من أجل العقيدة الإسلامية.

    وقال القائد العسكري في سراقب إنه عندما دعا الجهاديين للانضمام إلى مجلسه العسكري رفضوا عدة اسماء مقترحة للمجلس بعد توسيعه بينها أسماء تشير إلى سوريا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن القائد العسكري أن الجهاديين "يعتبرون العالم كله ديار الإسلام، ولذا رفضوا أي اسم سوري وطني".

    ويلاقي هذا الموقف تذمرا من المقاتلين الذين تربوا في كنف الإسلام المتسامح السائد في سوريا. وشكا الناشط الاعلامي عادل الذي تحدث من انطاكيا في تركيا قائلا "إن التيار الاسلامي اخترق قلب هذه الثورة".

    وقال إنه عندما انضم عضو في الإخوان المسلمين إلى مجموعته في ادلب أخذ في غضون أسبوع يطالب باضافة "لا إله إلا الله" في كل الشعارات التي تهتف بها مجموعته في تظاهراتها. وأضاف عادل "هناك الآن هتافات دينية أكثر من الهتافات العلمانية".

    ويكمن تحت سطح الاختلاف على الرموز صراع من اجل السيطرة والنفوذ. فالذين يهاجمون النظام باسم الدين يريدون كلمة أكبر في الثورة في حين أن الذين سبقوهم يريدون تحديد دور هؤلاء الإسلاميين. وكما في حالة العراق، كلما طال أمد النزاع السوري سيزداد على الأرجح حضور المتطرفين في الساحة.

    وقال مقاتلون ومحللون إن شعارات الجهاديين ورموزهم ليست كلها صادقة في ما تقول. ولكن شحّ السلاح والذخيرة في معركة غير متكافئة مع النظام يسبب مع الإسلاميين توترًا واحتكاكًا أكثر مما يسببه الخلاف العقائدي معهم.

    ويقول سوريون يريدون ثورة علمانية إن غياب الدعم الغربي هو المسؤول عن دفع الثورة إلى احضان المتطرفين بامتناع الغرب عن تسليح المعارضة أو بتخلفه عن فرض حل. وقال عماد حصري العضو السابق في لجان التنسيق المحلية قبل هروبه الى باريس "إن التطرف هو نتيجة فقدان الأمل" موضحًا "أن الجهاديين هم الذين يقولون إن الجنة بانتظارهم لأنه لم يبق لديهم سواها، والمجتمع الدولي هو المسؤول عن عدم ايجاد حل".

    ومن ابرز الجماعات الاسلامية التي انبثقت محليًا جماعتا احرار الشام وصقور الشام اللتان لهما فروع مختلفة في ادلب ومناطق اخرى. وقال خبراء إن جبهة النصرة التي تبنت عدة تفجيرات انتحارية تُعد ضعيفة على الأرض.

    وتتمتع جماعة احرار الشام على الأخص بتأييد الشيخ عدنان العرعور الذي قال في تغريدة أخيرة على تويتر "نحن نشتري السلاح من التبرعات ومن مدخرات أطفال الوهابيين، وليس من الاميركيين كما فعل الشيعة في العراق".

    كما حمل الشيخ العرعور على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يدعم نظام الأسد. وتساءل الشيخ كم جريحا سوريا ضمد حسن نصر الله "لأني اعرف كم قتل هو وحزبه".

    ونفى اعضاء في الجماعات الاسلامية المحلية الرئيسة أن تكون لديهم اتجاهات متطرفة مثل تكفير الجماعات الأخرى أو الأفراد. وقال أبو الخطاب وهو شاب في أواخر العشرينات لصحيفة نيويورك تايمز إنه كان مقاتلاً في تنظيم القاعدة في العراق قبل أن ينضم إلى جماعة أحرار الشام. وأضاف أنه يتفق مع القاعدة "في امور معينة" ويختلف "في أمور أخرى". "فان التفجيرات الانتحارية يجب أن تكون ضد قوى الأمن فقط وليس المدنيين، على سبيل المثال".

    وقال ابو زين المتحدث باسم صقور الشام التي تضم إلى جانب السوريين مقاتلين عربا وفرنسيين وبلجيكيين في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز على سكايب "إن ايديولوجيا القاعدة كانت موجودة في السابق ولكن النظام قمعها".

    واضاف "ولكن بعد الانتفاضة وجدوا تربة خصبة جدا زائد الممولين لدعم وجودهم. فالايديولوجيا كانت موجودة، ولكن الكوادر كانت مفقودة، والآن لدينا الاثنان".

    واعرب الناشط رامي عن اعتقاده أن الاتجاهات الجهادية تشير إلى معركة طويلة وإلى حقيقة أن المجتمع في مناطق عديدة أصبح مجتمعا ذكوريا وغير مستقر بعد نزوح الشيوخ والنساء والأطفال. وأكد أن المسلمين في سوريا لا يتعاطفون مع التطرف. وقال رامي إن فتوى عامة وُزعت عن طريق احرار الشام ضد العلويين كافة لاقت ادانة واسعة من المقاتلين الآخرين بحيث جرى تخفيفها لاحقا لتركز على اركان النظام.

    وتحدث رامي عن قائد محلي في بلدة بنش قرب سراقب مشككا في عقيدة اعضاء احرار الشام الذين تمادوا برأيه في خطف العديد من شيعة المنطقة. وقال رامي إن القائد المحلي في بنش اخبرهم "اللعنة على دينكم، مَنْ ربكم هذا الذي تأتون به؟ فانا مسلم منذ 40 عاماً، وربكم هذا نحن لا نعرفه".

     



مقال سيريا بوليتيك

آراء

تابعونا