أطلق شبان وشابات من الساحل السوري حركة جديدة حملت اسم "حركة نحل الساحل"، وقد أطلقت صفحة على الفيسبوك، وعرفت نفسها بـ"حركة شباب الحراك الثوري من الساحل السوري".
وأضافت في تعريف نفسها: هو قول الامام علي عليه السلام:" كونوا كالنحل في الطير ليس شيء من الطير الا وهو مستضعفها ..ولو علمت الطير ما بأجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك ، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم وزايلوهم بقلوبكم واعمالكم ".
وقد نشرت الحركة أخبار بعض الأنشطة التي تقوم بها، ومنها على سبيل المثال قولهم: المناطق التي تم توزيع الإنذارات لقادة التشبيح في اللاذقية. حي الزراعة .المشروع السابع .مشروع الاوقاف.وتم وضع أوراق في بيت أحدهم مباشرة.
وقد تفاعل عدد من المثقفين السوريين مع الصفحة، التي حملت تعليقات على الأخبار التي تنشرها، وقد تراوحت هذه الآراء بين المرحب، والمرحب بتحفظ، حيث قالت إحدى السيدات: لنتكلم بصراحة... هناك حركة وتحريض منظم لإظهار العلوي على أنه كائن متوحش وقاتل... لابد من وجود حراك مدني وشعبي لتغيير هذه القناعة وان العلوي هو جزىء ليتجزأ من سوريا دمه من دمها ومصيره من مصيرها.
وقد نشرت الصفحة فتوى للشيخ الراحل سليمان الأحمد (والد الشاعر بدوي الجبل)، وقصة الفتوى، وجاء فيها:
إلى الطائفة العلوية..حرمة الدم والمال من الشيخ سليمان الأحمد
في مطلع العشرينات من القرن المنصرم بُعيد الاحتلال الفرنسي لسورية امتدت يد السوء الاستعمارية تحت مبدأ "فرق تسد" إلى إذكاء روح البغضاء بين المواطنين العرب المسلمين من "العلويين والسنة" في منطقة بانياس الساحلية ، فحدثت الفتنة، وبغض النظر عن الأسباب، والمسبّب، انتهت إلى أن البعض من "المسلمين العلويين" أحرقوا ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم من مال وحيوان للمسلمين السنة، فوقف الشيخ الجليل سليمان الأحمد قاضي قضاة الجبل غاضباً مستنكراً، وأصدر فتواه الشهيرة التي ننقلها حرفياً......
إلى سائر إخواننا من أهل الولاية
إن هذه الفوضى خارجة عن الدين والإنسانية معاً، فالواجب على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويوالي العترة الطاهرة أن يبذل وسعه لإرجاع هذه المسلوبات إلى أربابها. ومن منعته الجهالة والعصبية من الانقياد إلى أمر الله وطاعة المؤمنين، فليُهجر ولا يُعاشر ولا يجوز أن تُقبل منه صدقة ولا زكاة ولا يُصلى عليه إذا مات حتى يفيء إلى أمر الله، وبما أنه لا قوة لنا على تنفيذ أحكام الشرع الشريف في هذه المسألة، فنحن نفعل ما يجب علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لئلا نقع تحت طائلة الوعيد. فإن المنكر إذا فشا عمّت عقوبته الحُلماء والسفهاء معاً، فالعقوبة تقع على الحلماء لترك النهي، وعلى السفهاء لعدم التناسي، وإذا وُجد من المشائخ من يتساهل مع أهل الجهالة يُعامل معاملتهم. اللهم إنا نبرأ إليك من هذه الأعمال الجائرة وممن يُقرّها . ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
خادم الشريعة الإسلامية المقدسة : سليمان أحمد
تعليق معارض سوري على الحركة
ولم يكن ظهور الحركة مفاجئا بنظر أكثر من معارض ومراقب ينحدر في المنطقة، وقال معارض من الساحل لـ"سيريا بوليتيك": نرحب بهذه الحركات، ولكنها غير مفاجئة لنا، لأنه يندر أن توجد عائلة في الساحل لم تقدم سجينا سياسيا خلال العقود الماضية – في الفترة التي كان الكثير من المنشقين الحاليين- يتمتعون بنعيم السلطة والحزب والدولة، وكل سجين في سجله ما لا يقل عن عشر سنوات كسجين سياسي، ولعبوا دورا كبيرا في دعم العلمانية والمدنية واليسارية في البلاد ممثلين بالشخصيات التي كانت من أبرز مؤسسي حزب العمل الشيوعي، وحركات حقوق الإنسان، والأحزاب الأخرى مثل جماعة "صلاح جديد"، وحزب العمل الشيوعي مثلا لم يكن ينشط -عبر التصريحات الفضائية- وإنما كان تنظيما قويا يحضر نفسه للقفز إلى الحكم.
وقال المعارض "الساحلي" لـ"سيريا بوليتيك": في الوقت الذي كانت توجه فيه نداءات للشباب الساحلي بالانضمام إلى الحراك، كانت تصلهم أخبار القتل والذبح والخطف لأبناء منطقتهم لسبب بسيط وهو الانتماء الجغرافي، دون أن يصدر أي تنديد من المعارضة بل مورس صمت كبير من الإعلام والعارضة باستثناء بعض الشخصيات المعارضة التي تحدثت ودفعت ضريبة حديثها عن ذلك. كيف يمكن لشاب أن ينتمي لحراك وهو يسمع "قصة المنشار الكهربائي" الذي يقطّع الناس وهم أحياء ؟ لذلك المعارضة التي صمتت وتصمت على ممارسات جماعات سياسية إيديولوجية ذات أجندة تكفيرية – بعيدة عن طموحات الشعب السوري والحراك الثوري المدني- كان عاملا رئيسيا ساهم بشكل كبير بإحباط كل شاب ساحلي مؤيد للثورة ويعارض النظام ولذلك بقي في منزله ولزم الصمت.
وأضاف المعارض: من الواضح – وبعيدا عن الحركات المسلحة- أن قسما لا بأس به من المعارضة يأخذ طابعا يمينيا إسلاميا – ونحن نتحدث هنا بلغة التوصيف السياسي الأكاديمي- ولذلك ظهور حركة ثورية شبابية من الساحل ذات طابع علماني يساري من شأنها أن تخلق توازنا مطلوبا للحراك الثوري يساعد في محاصرة الأخطاء والجماعات التي لديها أجندة إقليمية ودولية للتسلق على طموحات الشعب السوري.