أدى انفجار سيارة مفخخة في منطقة المزة 86 في العاصمة السورية دمشق إلى مقتل وجرح العشرات، كما توضح الصور المنشورة للضحايا.
يشار إلى أن قسما كبيرا من ابناء الطائفة العلوية المتواجدين في دمشق يسكنون في أحياء "العشوائيات" مثل مزة 86 وغيرها، وهي أحياء فقيرة تفتقر في أجزاء كبيرة منها للخدمات. والعشوائيات في دمشق، التي تفتقر للخدمات، لا يقتصر ساكنوها على العلويين، بل يسكنها سنة وطوائف أخرى.
وتعتبر حادثة اليوم بمثابة أول استهداف من هذا النوع – أي عبر سيارة مفخخة – للأحياء التي يقطنها سوريون ينتمون للأقلية العلوية، إذا سبق أن تعرضت مناطق أخرى لحوادث ولكن ليس عبر سيارات مفخخة.
وكان واضحا أن العديد من وسائل الاعلام العربية تجنبت الإشارة إلى التفجير.
وقد أظهرت الصور احتراق الجثث، وكذلك سقوط الأبنية المتهدمة جراء التفجير على السكان المدنيين.
وكان "سيريا بوليتيك" نشر تقريرا خاصا في 28 أيار/مايو 2012 حول المزة 86 ، وكشف التقرير عن نزوح آلاف من سكان الحي والعودة إلى قراهم في الساحل السوري مغادرين أماكن سكنهم في دمشق منذ عقود، مشيرا إلى أن النزوح كان قد بدأ منذ أشهر ماضية بعد توزيع منشورات تطالبهم بـ"إخلاء المستوطنات" أي الأحياء التي يسكنون فيها منذ سنوات طويلة، إلا أن حركة النزوح ارتفعت بعد مجزرة الحولة وتوجيه الاتهام مباشرة للعلويين من قبل معارضين.
ويتهم أكثر من معارض سوري، في حديثهم على الفضائيات، فضلا عن نشطاء على الفيسبوك، الحي المذكور بأنه "يخرج منه شبيحة يقاتلون مع النظام". ولم يتردد بعض السوريين المعارضين على الكتابة على صفحاتهم على الفيسبوك بالقول "ما حدا أحسن من حدا..البيوت وقعت علينا .. والآن إجاكم الدور".
يشار إلى النسبة الأكبر من ساكني الحي هم من الفقراء الذين يسكنون في منازل توصف بالعشوائيات، أو "السكن المخالف"، وهو عرضة للدمار بشكل كبير جراء أي هزة خفيفة أو تفجير، وهذا ما بدا واضحا من آثار انفجار السيارة المفخخة في الحي.
وقد تم رفع لافتات في عدد من المظاهرات في دمشق ضد "العلويين" من سكان مزة 86 ( الصورة أدناه):
