سـياسة واســتراتيجي

  • نزوح علويين من دمشق بعد إنذارهم بـ"إخلاء المستوطنات" واتهامهم بـ"الحولة"

    28 مايو 2012 - 10:08 PM : سيريا بوليتيك
  • لافتة في مظاهرة ضد العلويين في مزة 86
  • تسبب الاحتقان الطائفي الناجم عن مجزرة الحولة في ريف حمص، بحدوث هلع وخوف في أوساط الطائفة العلوية في سوريا، وهو ما دفع آلاف منهم للنزوح الداخلي والعودة إلى قراهم في الساحل السوري مغادرين أماكن سكنهم في دمشق منذ عقود. وعلم "سيريا بوليتيك" من ناشط حقوقي سوري أن النزوح بدأ منذ أشهر ماضية بعد توزيع منشورات تطالبهم بـ"إخلاء المستوطنات" أي الأحياء التي يسكنون فيها منذ سنوات طويلة، إلا أن حركة النزوح ارتفعت بعد مجزرة الحولة وتوجيه الاتهام مباشرة للعلويين من قبل معارضين.

    يشار إلى أن قسما كبيرا من ابناء الطائفة العلوية المتواجدين في دمشق يسكنون في أحياء "العشوائيات" مثل مزة 86 وغيرها، وهي أحياء فقيرة تفتقر في أجزاء كبيرة منها للخدمات. والعشوائيات في دمشق، التي تفتقر للخدمات، لا يقتصر ساكنوها على العلويين، بل يسكنها سنة وطوائف أخرى. (انظر الصورة أدناه للمزة 86). 

    وكانت المعارضة السورية وجهت إصبع الإتهام للنظام السوري بارتكاب مجزرة الحولة، كما أدان مجلس الأمن الدولي المجزرة متهما السلطات السورية، فيما نفى الناطق باسم الخارجية السورية ذلك. وكان لافتا أن التنديد بارتكاب المجزرة واتهام النظام بها ترافق مع اتهام "العلويين" بالقيام بها، خاصة على لسان أحد أعضاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، أحمد القاسم، الذي شدد خلال حديثه مع وسائل الإعلام من حمص على تورط علويين، إلا أنه كان يشدد دائما أنه " لا يشمل باتهامه جميع أفراد الطائفة العلوية في القرى" ( شاهد الفيديو أدناه بعد الدقيقة 3:30 ).


    ووفق شهادات ورسائل بريدية وصلت مراسلي "سيريا بوليتيك" في العاصمة دمشق، فقد تسبب اتهام العلويين بارتكاب مجزرة الحولة بحالة هلع كبيرة في أوساط العلويين في دمشق خشية حصول انتقام منهم، وقررت آلاف الأسر التوجه إلى قراها في الساحل السوري وإغلاق منازلها في دمشق نهائيا.

    رسالة أخرى قالت: عودة آلاف الأسر العلوية مرتبط بفصل الصيف وإغلاق المدارس، حيث عادة تسافر هذه العائلات لقضاء إجازة الصيف في قراها في الساحل السوري مع بقاء رب بيت الأسرة ليتابع عمله الوظيفي وتأمين لقمة العيش للأسرة المسافرة.

    إلا أن ناشطا في مجال حقوق الإنسان لفت في رسالة أخرى إلى "سيريا بوليتيك" إلى أن النزوح حصل على مراحل. وأوضح: حصلت أول عملية منذ أشهر عندما انتشرت أنباء عن اقتراب الجيش الحر من العاصمة دمشق، ثم حصل نزوح آخر بعد توزيع منشورات أخرى منذ أشهر تدعو العلويين "لإخلاء المستوطنات التي يسكنون فيها". وفعلا حصل نزوح جديد بعد مجزرة الحولة حيث أدى التركيز على اتهام العلويين بالمجزرة لحالة هلع في أوساط العلويين خشية الانتقام منهم.

    ولفت الناشط إلى دعوة العلويين للهجرة من دمشق، ترافقت مع كلام صادر عن بعض المعارضين في قنوات فضائية بأنهم "سوف يعيدون الذين سكنوا في المزة 86 وعش الورور من حيث أتوا" في إشارة إلى العلويين.

    وقد شن ناشطون معارضون على شبكة الانترنت هجوما على العلويين، وقال أحدهم "العلويين مثل الإسرائيليين"، وتم وصف المناطق التي يقطنها العلويون بأنها مستوطنات في إشارة إلى المستوطنات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وقال أحدهم حرفيا :" مستوطنات العلويين مثل مستوطنة عش الورور ومستوطنة مزة 86 ومستوطنة السومرية ومستوطنة الاسكان العسكري بحرستا ومستوطنة ميدان دحاحيل هذولي لم يخرجوا لانها علويين استجلبهم النظام ووطنهم في حزام حول دمشق كحزام حماية النظام".

    وقد تم رفع لافتات في عدد من المظاهرات في دمشق ضد "العلويين" من سكان مزة 86 ( الصورة أدناه):

    وفي اتصال مع "سيريا بوليتيك" قال معارض سوري – يجهز بيانا لإصداره خلال أيام يحذر فيه من الطائفية في البلاد – إن إعطاء بعد طائفي لكل عملية قتل هو الذي سيؤدي إلى نهاية سريعة للبلاد، وأضاف: القتل لا هوية دينية أو طائفية له. القاتل قاتل ويجب أن تتم محاكمته فورا لأن جريمة قتل أهلنا في الحولة جريمة مروعة وعار كبير في تاريخنا، ويجب القصاص من القاتل مهما كان، ولكن عندما تم ذبح مدرسين من أهل الساحل في دير الزور وخطف ومجازر طالت أخرين منهم في مدن أخرى ( مثل الأطباء والأساتذة الجامعيين) على يد جماعات متطرفة لم يخرج أحد ويتهم السنة، وعندما نتحدث كمعارضة عن مجازر في تاريخ سوريا المعاصر لا ننسى أن وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش كانا من السنة، وأول عملية قصف لمساجد حماة حصلت في عهد أمين الحافظ. لذلك، القتل أو الخطف لا يرتبط بمذهب ديني أو طائفة. لا يوجد في تعاليم المذهبين السني أو العلوي أي تعاليم تدعو للقتل أو القضاء على الآخر وهدر دمه. إن الطائفتين السنية والعلوية في البلاد ضحايا صراع سياسي أخذ منحى طائفيا.

    تنويه من سيريا بوليتيك: نشر سيريا بوليتيك المعلومات كما جاءت من مصادر متعددة، وذكر الموقع لأسماء مذاهب وطوائف يأتي في سياق واحد فقط وهو تقديمه معلومات وتطورات في الملف السوري، لأن الموقع يعتبر "النيل والتشهير أو الإساءة لأي مذهب وطائفة في سوريا خط أحمر في سياسته التحريرية". ويشدد على استقلاليته عن جميع الأطراف السياسية السورية، ويحرص على ذكر آراء مختلف الأطراف، ويرحب بتعليق أو رد من اي طرف سياسي ورد ذكره في هذا التقرير.

    ----

    موضوعات مرتبطة

    تقرير استراتيجي: "مجزرة الحولة" أدت لـ"احتقان طائفي" غير مسبوق في سوريا

    غليون يطالب بـ"الفصل السابع"..ومقدسي ينفي مسؤولية النظام عن مجزرة الحولة
     



مقال سيريا بوليتيك

أكثر الأخبار قراءة

تابعونا