آراء

  • رؤية لأسباب انتشار الجماعات الدينية المتشددة في ما يجري بالداخل السوري

    13 سبتمبر 2012 - 9:30 PM : إياد خليل
  • التشدد الديني في سوريا بدأ عمليا بعد عام 1973 ودخول القوات السورية الى لبنان نتيجة عوامل عدة منها:
    1-غياب الفكر العلماني والعلمي التي ساهمت الدولة فيه الى حد كبير ،ففي الوقت الذي زج رجالات الفكر العلمي في السجون سمح لرجالات الاخوان المسلمين بالتوسع في الساحة السورية من خلال معسكراتهم وعلى مرأى من النظام الاجتماعي الكامل وأهمها كان معسكر رأس البسيط في اللاذقية والمعروف للقاصي والداني.
    2-ازدياد عدد المؤسسات الدينية في الساحة السورية والجوامع التي اصبحت في كل حي تقريبا
    3-تركيز الاعلام السوري على المسلسلات التاريخية التي تخدم الفكر الديني والتوسع في المناسبات الدينية في الاعلام المرئي والمسموع والمسلسلات الشعبية التي تخدم الفكر الديني بدورها(لإمكانية تسويقها في دول الخليج بأسعار مغرية).
    4-توجيه مسلسلات للأطفال وللكبار تحمل الطابع الديني.
    5-انشاء منظمات اسلامية بدعم امريكي حقيقي مثل القاعدة .
    6- ازدياد عدد الجوامع في ظل تراجع المراكز الثقافية ودور السينما والمراكز العلمية وغيرها ترافق كل هذا مع عامل افقار المجتمع بكل نواحيه المادية والمعنوية،هذا ادى بدوره الى انكفاء الطوائف الاخرى وتقوقعها لتأخذ الجانب الطائفي من جانبها ايضا.
    كل هذه الاسباب خلقت ارضية خصبة للجماعات الدينية للتوسع في الساحة السورية والسيطرة النفسية على الطبقة التحتية الاجتماعية وأصبحت قابلة للإيحاءات من رجالات الدين المتشددين الذين تبنوا الحركة الوهابية في الساحة السورية (رجال الدين هم من يقودون الحركة المسلحة في الساحة السورية بدعم مالي من السعودية والدول المحيطة حيث ارتباطهم المباشر مع السعودية وقطر).
    في نفس السياق يأتي الموضوع الكردي وهي لعبة سياسية هدفها توجيه الاكراد ضد تركيا وتجنب انقلابهم على النظام في سوريا وتحالفهم مع الاسلاميين وكان بوادرها واضحة في مؤتمرات المعارضة في الخارج وكان الاكراد ينشقون عنها دائما مع الملاحظ ان سوريا كانت تسمح لهم بالنشاط في الشمال السوري وتسمح لتنظيماتهم بالعمل وكانوا متعايشين مع النظام بشكل سلمي وسليم إلا بعض المناوشات،والشعب السوري يستقبلها بنوع من التذمر لان الطائفة السنية لا ترغب بإنشاء وطن قومي للأكراد وهم يناضلون منذ الاذل من اجل هذا الموضوع مما يؤدي الى انشقاق بين المجتمع السوري والأكراد .
    وفيما يتعلق بالعلويين فهم اقل الطوائف تماسكا بالطائفة وبالفكر الطائفي بسبب غياب المرجعيات الدينية منذ اذل مما اتاح لان تكون نسبة المثقفين العلمانيين الاعلى بين الطوائف وهذا دلل عليه السجون في فترة الثمانيات لان اكثر السجناء السياسيين هم من العلويين قياسا بعددهم في سوريا
    وطبيعة الحركة المسلحة التي تحمل الطابع الطائفي وانطلاقها من الجوامع بدل ان تكون من الساحات العامة والتهويل الاعلامي لها من قضية الذبح وسلخ جلود اناس احياء ،دبت الرعب الحقيقي لدى افراد الطائفة فأصبحوا يشعرون ان ما يجري ليس ثورة بل هو اجتثاث طائفة لطائفة وعملت السعودية والدول المحيطة على ايصال هذه الصورة الى العلويين والواقع ان الامبريالية العالمية وربيبتها اسرائيل وأعوانها في سوريا عملت على خلق هذا الشعور منذ اذا وحتى الان بشكل كبير وأصبحت الان تقطف ثماره بشكل كبير،مع وجود اقليات (من العلويين)ما تزال ترى انه لا يمكن للفكر السلفي ان يسيطر اذا ما ذهب النظام(وهذه برأي تصور خاطئ) .
    ومن الملاحظ وفي تقديري وحسب ما يجري ان عملية الصراع ستنتقل بعد حين الى تركيا بين الطوائف الموجودة في تركيا لأنها واقعة بين المعسكر الغربي والشرقي وهي مسيطرة على مضيق البوسفور وتسعى للانضمام للاتحاد الاوروبي،فهنا تتقاطع مصلحة الغرب والشرق في أن تتشرذم تركيا الى مجموعة دويلات خدمة للروس وخدمة للغرب.
    خدمة للروس حتى لاتتشكل دولة قوية على حدودها ذات طابع اسلامي بالاتفاق مع الجمهوريات الاسلامية الروسية ومن ناحية الغرب ان مضيق البوسفور لا يقع في قبضة دولة قوية وإنما دولة صغيرة يسهل التحكم بها وبالتالي تنهار فكرة انضمامها للاتحاد الاوروبي ،فتكون بذلك وقعت في مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي هو خدمة لإسرائيل بالدرجة الاولى والغرب والشرق حسب ما يتفق عليه بين كبار الدول.
     

    ------

    المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس الموقع



مقال سيريا بوليتيك

  • خلصت !

    ما هو شعور أهلنا من السوريين النازحين الذين تهدمت بيوتهم ؟ نفسيا، هو شعور بالألم والحزن لا مثيل له. إنه شعور رجل عجوز بنى بيته حجرا...التفاصيل »

    بقلم : هيئة التحرير

تابعونا