منذ بداية أحداث الحفة قبل أشهر والكل يسأل عن سبب فشل العملية الامنية والعسكرية في وضع حد لتصرفات المسلحين،ويوما بعد يوم يدفع اهالي القرى المحيطة الثمن تهجيرا وحرقا اخرها كانت قرية كفرية التي هجر اهلها وقبلها عدد من القرى لاقت نفس المصير،في ظل انتشار للمسلحين وقيامهم بهجمات متتالية على حواجز الجيش والقرى الامنة وخطف وذبح وقتل عدد من اهلها .
"سيريابوليتيك"جالت على عدد من قرى اللاذقية وعدد من سكان المدينة وسألتهم عن رأيهم بما يحدث وكانت الاجابات تنحصر بمجموعة نقاط:
- لماذا سمحت الدولة للمسلحين بعد حصارهم في الحفة بالخروج منها عبر ممر آمن الى سلمى ومنها الى اكثر من موقع.
-ولماذا بعد تجمع عدد كبير من المسلحين في سلمى وخلال اكثر من شهر لم يتم القضاء عليهم بل انتشروا في القرى والغابات وازدادت عملياتهم ضد الجيش والأمن والقرى ووصلوا الى ربيعة وكسب والبسيط وغيرها.
-لماذا كوفئ بعض الناس بالأموال والمساعدات (وأصبح هم الجميع مراضاتهم)مع انهم كانوا البيئة الحاضنة للمسلحين وذلك على حساب الدماء التي سقطت في احداث الحفة،وكان البعض مستاء جدا من (قناة الدنيا)لأنها عرضت اكثر من تقرير وريبورتاج ومقابلات عن توزيع الاموال لأهالي الحفة وأعمال الصيانة وغيره فقط ليرضى البعض من الأهالي بينما العديد من "عائلات الضحايا" لم تحصل على قرش واحد من التعويضات حتى تاريخه.
-كان هناك غضب شديد تجاه محافظ اللاذقية من خلال اللقاءات مع الاهالي فهو يتحدث بالمبالغ التي وزعها لبعض الأهالي في الحفة بينما اهالي الضحايا يراجعون المحافظة للحصول على مساعدة او تعويض دون اي جواب سوى راجعوا وزارة الدفاع،وهمس احدهم ان "اهالي الشهداء قد يصعدون قريبا من خلال تظاهرة امام مبنى المحافظة تعبر عن الاستياء من الظلم والشعور بالظلم مما لحق بهم".
-الاستياء الاكبر من قبل "اهالي الضحايا" ما قالته ارملة احد الشهداء عن المتاجرة الاعلامية بهم من قبل الاعلام السوري وعشرات اللقاءات تجري معهم وليس لديهم قوت يومهم فهل يعقل هذا؟
الى تاريخه ويوميات اهالي اللاذقية سيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى والقتلى من مناطق الحفة نتيجة المعارك الدائرة مع ان الموضوع حسب خبراء عسكريين لا يحتمل كل ذلك يمكن حسمه بسرعة.
لابد من الاشارة الى ان المسلحين سيطروا على مناطق محددة في الحفة منذ أشهر بعد أن عبروا جبل الأكراد بسيارات حديثة ومدججين بالسلاح قادمين عن طريق تركيا عبر الغابات، وعندما أعلن الجيش الحر "الانسحاب" من الحفة، عاد هؤلاء المسلحون من نفس الطريق.
ومن المعلوم أن الحفة منطقة صغيرة وتحيط بها الغابات والكهوف، وقد نجح المسلحون في تنظيم أنفسهم في تلك المنطقة والعمل على ذلك منذ أشهر حيث تجمعوا في (الحفة - سلمى - كنسبا - دفيل - بكاس)، واستمر الوضع كما هو لأشهر بلا أي تدخل من وزارة الداخلية ( ينحدر وزير الداخلية محمد الشعار من منطقة الحفة).
يسأل بعض الناس في اللاذقية: كيف نجح هؤلاء المسلحون في تنظيم وضعهم لأشهر في الحفة تحت عيون الناس، وعندما انسحبوا فعلوا بذلك بدون صعوبات كبيرة وعادوا إلى تركيا ؟
والسؤال الاهم كيف تمكنوا حاليا من اعادة تجميع انفسهم وتهجير عدد من القرى العلوية وتشكيل تهديد حقيقي لقرى اخرى ؟