سـياسة واســتراتيجي

  • ح2 .. مسؤول سابق يكتب لسيريا بوليتيك: انقلاب عام 1999 في دمشق

    06 أغسطس 2012 - 6:32 PM : خاص لـ"سيريا بوليتيك"
  • دمشق
  • تنويه من سيريا بوليتيك ننشره عقب ساعات على نشر الحلقة الثانية (أدناه)، وذلك بسبب الضجة التي أثارتها: الحلقة الثانية من مقالات المسؤول السوري السابق أحدثت ضجة واسعة، لدرجة أن مواقع الكترونية، وشخصيات على الفيسبوك، تكهنت بأن كاتبها هو العميد المتقاعد إياد المحمود، علما أن موقعنا لم يذكر اسم كاتب المقالات، ونؤكد أنه ليس إياد المحمود، وإنما هو مسؤول سابق لكنه ليس عسكريا أو أمنيا، كما أن جميع التكهنات المنشورة في منتديات ومواقع، حول رموز الأسماء التي وردت في المقال أدناه، هي تكهنات غير صحيحة. 

    ----------

    ينشر "سيريا بوليتيك" سلسلة مقالات، أرسلها إلى موقعنا مسؤول سياسي سوري سابق، تقاعد من عمله منذ سنوات طويلة، ويتحدث فيها عن قضايا مثيرة يتم كشفها للمرة الأولى كما يعتقد هو شخصيا. وإذ ينشرها "سيريا بوليتيك" ( بعد بعض التحرير اللغوي لها) فإنه لا يتبنى محتواها نهائيا نظرا لأنه لا يمكن التأكد من صحة ما يأتي ذكره في هذه المقالات من مصادر أخرى.

    في الحلقة الأولى من رسائلي تحدثت عن "الفريق الروسي" في سوريا وهو مجموعة من كبار المسؤولين السوريين، الذين بقيت معظم أسمائهم مجهولة وكانوا وراء صياغة السياسة السورية الخارجية حتى عام 1999، عندما بدأت عملية التخلص من هذه الأسماء وإزاحتها عن مواقعها بشكل مباغت ومفاجئ من قبل قوى صاعدة، واستمرت الحملة ضدهم حتى عام 2005، وسوريا اليوم تدفع ثمن ما جرى في ذلك العام.

    اليوم سأكشف عن حدث كبير للمرة الأولى يتم الحديث عنه، والمستقبل سوف يؤكد أن كل كلمة أقولها صحيحة تماما.

    إنه انقلاب عام 1999. نعم سوف يستغرب قارئ هذه الرسالة، لأننا لم نسمع بكلمة انقلاب طيلة العقود الأربعة الماضية، ولم يتحدث أحد عن هكذا انقلاب.

    إنه انقلاب صامت، حصل بهدوء، وتكتيك، وبعيدا عن الإعلام، وتم تنفيذه على مراحل.

    طريقة الحكم، خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأنا أتحدث حصرا عن الملف الخارجي، كانت تطبخ من قبل أسماء معظمها مجهول، ويهدف في النهاية لاتباع سياسية براغماتية قوية تبقي سوريا قلب الشرق الأوسط واللاعب الرئيسي وألا تكون خاضعة اقتصاديا أو سياسيا لأي دولة أخرى في المنطقة بما فيها إيران، بل كانت تهدف لإقامة علاقة متوازنة بين أكثر طرفين متناقضين في المنطقة وهما السعودية وإيران، والحفاظ على علاقات جيدة مع الدول الغربية.

    طبعا طريقة الحكم سوف أكتبها لكم لاحقا وأوضح لكم أن جميع ما كانوا يسمون بمسؤولي الصف الأول في سوريا عمليا كانوا من مسؤولي الصف الثاني والثالث، وربما كانوا الأول داخليا، لكن على الصعيد الخارجي لم يكونوا كذلك.

    العميد (ا.م) هندس السياسة الخارجية السورية في إيران، والسعودية، ومصر، ولبنان، وكان يمسك بجميع الملفات الحساسة في المنطقة، منذ عام 1976 إلى نهاية التسعينات، وجميع الأسماء التي يتم ذكرها في صحف لبنانية، أو في كتاب السيرة الغربيين والصحف الغربية والعربية، لم تكن كذلك. لم يكن تابعا لأي جهاز أمني.

    العميد ( م.س) كان يمسك بملفات عسكرية كبيرة وكانت قدراته ومهماته فاقت أكبر الرتب العسكرية في الجيش، ولم يكن تابعا لأي جهاز أمني.

    العميد (ع.ع) أو الذي كان يعرف باسم "الأخطبوط" في الدوائر الضيقة في سوريا، وحاول كبار المسؤولين لقاءه في الثمانينات والتسعينات، ولكنهم فشلوا، فالرجل مجهول الشكل، وكانت مهمته الرئيسية مراقبة أي تجاوزات خارجية يقوم بها كبار رجال الاستخبارات، وهو الذي كشف بعض هذه المحاولات أدت إلى إبعاد اللواء (م.خ) واعتقال اللواء (ب . ن) لاحقا، فقد كان حافظ الأسد يعتبر تدخل رجال الأمن في ملفات السياسة الخارجية، أو اي ملفات خارجية، دون علمه، من الكبائر.

    هذه أسماء ثلاثة، من بين أسماء أخرى من "الفريق الروسي"التي سنذكرها في حلقات أخرى، وهؤلاء جميعا تدربوا على يد جهاز الاستخبارات جهاز (كي جي بي) في أوائل السبعينات.

    الثلاثة لم يكن لهم أي ولاء للسياسة الإيرانية في المنطقة، أو غيرها من الدول العربية، وكانوا يميلون لاتباع سياسة التوازن في العلاقات.

    في عام 1999 كانت المرض يشتد على الرئيس السابق حافظ الأسد، وهو ما استغله جيدا العميد (ب.س) الذي قفز مستغلا القرابة الكبيرة بعائلة الرئيس، علما أن الرئيس السابق كان قد همشه تماما. كان هذا الضابط خلال السنوات التي سبقت مرض الأسد الأب يسعى جاهدا للتقرب من "الفريق الروسي" أو أن يحظى بوضع مثلهم، ولكن لك لم يحصل، وهو ما أدى إلى مرارة كبيرة في نفسه، خاصة إزاء العميد (ا.م).

    هنا أشير إلى أن الفريق الروسي لم يكن مهتما بجمع المال، واستغلال مواقعهم لإجراء صفقات الفساد، وهذا أمر مهم جعلهم يترددون في التقرب من أي مسؤول سمعته الداخلية ارتبطت بالفساد والصفقات.

    بدأت عملية الانقلاب بطبخ النار تحت العميد (ا.م) الذي وجد نفسه يواجه رؤوسا كبيرة جدا في الداخل، لسبب بسيط هو أن وضع خطا فاصلا بينه وبين هذه الرؤوس، فهو عقل استراتيجي يعمل لصالح الأمن القومي السوري، وهم يلعبون بالمال. آصف شوكت كان الشخص الوحيد، إضافة إلى بعض ضباط الحرس الجمهوري، وقف إلى جانبه لأنه كان مستقلا في خياراته إلى حد بعيد وكان من الصعب أن يعمل تحت جناح أحد، ومع ذلك خسر (ا.م) وخرج، وتباعا خرج الآخرون من فريقه لصالح (ب.س) الذي بدأ بإعادة رسم الوضع الداخلي من حلال ديكور المثقفين والمجتمع المدني الذي تبين لاحقا أنه مجرد ديكور، ثم صعد معه أخرون ليضعوا أيديهم في السياسة الخارجية مثل الضابط (ه) الذي أصبح يدير ملفات في الأمن القومي والسياسة الخارجية، وقيادة السفينة السورية شيئا فشيئا على الأمواج الإيرانية.

    إن الفريق الروسي في سوريا قبل انقلاب عام 1999 عمل من أجل الأمن القومي السوري، وكانت موسكو تنظر إلى دمشق كامتداد استراتيجي لها في الشرق الأوسط دون أن تفرض أو تتمكن من فرض أي صراعات أو أجندات على دمشق، ولكن فريق ما بعد 1999 راح يخرج سوريا من وضعها الاستراتيجي ويدفعها لأحضان صراعات إقليمية – بلا فوائد سياسية- وإنما كانت الفوائد تصب فقط في حساب دولة واحدة في المنطقة لا يهمها أن تكون سوريا امتدادا استراتيجيا أكثر من كونها ورقة للتفاوض الدولي.

    ترقبوا المزيد عن هذا الانقلاب وحلقات أخرى عن قضايا أخرى مرتبطة.

    -------

    موضوعات مرتبطة:

    ح 1..مسؤول سابق يكتب لسيريا بوليتيك:موسكو بحثت عن فريقها السوري ولم تجده
     



مقال سيريا بوليتيك

  • خلصت !

    ما هو شعور أهلنا من السوريين النازحين الذين تهدمت بيوتهم ؟ نفسيا، هو شعور بالألم والحزن لا مثيل له. إنه شعور رجل عجوز بنى بيته حجرا...التفاصيل »

    بقلم : هيئة التحرير

آراء

تابعونا