نفى أهالي قرية "المدحلة" في "ريف طرطوس" رفعهم الأعلام السوداء، كما نفوا وفاة العماد آصف شوكت نائب وزير الدفاع، بحسب عدد من مراسلي "سيريا بوليتيك" الذين اتصلوا ببعض أبناء القرية.
وكانت مواقع معارضة، إضافة إلى مواقع إخبارية عربية، زعمت أن قرية المدحلة، التي ينحدر منها شوكت، رفعت الأعلام السوداء حدادا على وفاته بعد أن وصل من دمشق بحوامة إلى طرطوس، حيث تم إفراغ مشفى الباسل من المرضى بالكامل.
ومنذ نشر هذا الخبر، الذي جاء بعد خبر مقتل ستة من كبار مسؤولي النظام السوري والذي تبين أنه غير صحيح، حاول عدد من مراسلي "سيريا بوليتيك" متابعة الموضوع، واتصلوا بعدد من أبناء قرية "المدحلة" وقد أكدوا جميعا أنه لم يتم رفع أعلام سوداء كما نفوا وفاة آصف شوكت.
وسخر بعض أبناء القرية من الخبر الذي تحدث عن رفع القرية للأعلام السوداء، وقال أحدهم "أصلا لا توجد لدينا تقاليد رفع أعلام سوداء"، وأضاف "لا نستغرب بعد نفينا هذا أن يقوم البعض بتركيب أعلام سوداء في أي منطقة أخرى في سوري وتصويرها على أنها في قريتنا... نؤكد لكم لم رفع أي أعلام سوداء فوق باستثناء الثياب التي تنشرها ربات البيوت على حبال الغسيل".
وعلى صعيد متصل، قامت أطراف في المعارضة باستخدام جثة معمر القذافي وتركيب رأس آصف شوكت عليها عبر برنامج "الفوتوشوب" (انظر الصورة أدناه)، وهو الأمر الذي تم اكتشافه فورا من قبل الجمهور السوري وكذلك أثار أغضب عدد من المعارضين السوريين معتبرين أنها "فبركات لا تخدم المعارضة السورية".
كما قامت وكالة الأنباء الفرنسية بإعداد تقرير، عبر مكتبها في بيروت، حول "شائعة وفاة شوكت"، وجاء تقريرها تحت عنوان "تكهنات حول مقتل آصف شوكت احد اركان النظام في سوريا"، وختمت الوكالة تقريرها الذي أعاد نشر ما قالته صفحات المعارضة السورية بالقول "لم يتسن لوكالة فرانس التأكد من أي من هذه الانباء. كما لم يتسن الاتصال بالسلطات السورية للوقوف على حقيقة هذه الاخبار"، وهو ما أثار انتباه بعض المراقبين لجهة أن الوكالة لديها مكتبها في دمشق وهو نشيط في تغطية الأوضاع السورية ولم يكلفها الأمر سوى زيارة أحد مراسليها في سوريا لقرية "المدحلة" في طرطوس.
تبقى الإشارة إلى وسائل الإعلام التي نشرت الأخبار حول آصف شوكت، بما فيها وكالة الأنباء الفرنسية، قالت أن أخر منصب له هو نائب رئيس الأركان، فيما العماد شوكت خرج العام الماضي من رئاسة الأركان ليتولى منصب ونائب وزير الدفاع.
إلى ذلك، وبعد ظهور معظم المسؤلين السوريين، الذي تبين أن خبر قتلهم غير صحيح، على شاشات الاعلام السوري بعد نشر الخبر، ظهر أيضا وزير الدفاع العماد داوود راجحة في اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي 22-5-2012 ، وقد كان لافتا أن المصور أظهر وزير الدفاع في عدة لقطات وركز الكاميرا عليه وذلك في نفي رسمي مباشر لخبر اغتياله.