في العادة لا أشارك في أي حوارات طائفية وما أكثرها هذه الأيام،لكن بدأ ت المسألة تأخذ منحى خطيراً تتهم طائفة بكاملها بالخيانة، إستنادا إلى رسالة وجهها ستة أشخاص من وجهائها إلى القيادة الفرنسية، بل استند البعض إليها ليقول بان هوية العلويين يحددها محتوى الرسالة بالضبط.....من المؤسف حقا وجود هذا النمط من التفكير في اوساط من يدعون مناصرة الثورة....متجاهلين عشرات الرسائل والمواقف الوطنية المشرفة لكثيرين ممن ينتمون إلى الطائفة العلوية على امتداد تاريخ سورية الحديث...مثلهم في ذلك مثل إخوتهم في بقية الطوائف الدينية....أيها السادة الخيانة والوطنية ليس لها هوية طائفية....فيما يلي انشر وثيقتين واحدة لمن هم ضد الدولة العلوية ومع سورية موحدة واخرى لمن هم مع الدولة العلوية وبالمناسبة أشعر بنوع من الفخر كون جدي لوالدي الشيخ نصر يوسف خدام ووالده الشيخ يوسف خدام كانوا من موقعي الوثيقة الأولى...
برقية الوحدويين في دويلة العلويين
محفوظات وزارة الخارجية الفرنسية -سورية/لبنان- مجلد 492/493
العنوان: برقية المطالبين بالوحدة مع سورية في منطقة العلويين
مرسلة من اللاذقية في الثاني من يوليو-نموز- 1936
معالي وزير الخارجية- باريس
جئناكم وقد نفذ صبرنا نشكو سياسة التفرقة المشؤومة التي ما زال يسير عليها ممثلو فرنسا في حكومة اللاذقية حتى يومنا هذا .
إن أغلب هؤلاء الموظفين الموجودين في بلادنا منذ سنوات عديدة ,يستخدمون سلطاتهم المطلقة لمحاربة كل فكرة للتوحيد بين سكان البلد الواحد .وهم لا يفتأون بمختلف الوسائل ,تغرير القلة من المنتفعين حولهم الذين جمعوهم حولهم للمطالبة بالإبقاء على الوضع الراهن ولا غاية لهم سوى ضمان الإستمرار في مراكزهم,وتأمين مصالحهم الخاصة حتى لو كان ذلك على حساب بلادهم , والبلد الذي دعوا لخدمته(فرنسا)
ويبدو أنهم في الآونة الأخيرة قد تفتق ذهنهم عن وسيلة جديدة للوصول إلى غايتهم:
فبمقابل البيان المتحرر الصادر عن مجلس الوزراء الفرنسي الجديد والمتعلق بتحقيق استقلال سورية ووحدتها أخذوا يستنفرون أنصارهم ووقعوا على عرائض جديدة تشير بصورة غير مباشرة , وإن كان لا لبس فيها,إلى إبقاء حكومة اللاذقية على نظامها الحالي .
وبالرغم من التكتم الشديد التي تحيط به تحركاتها الحكومة الحالية,الممثلة منذ اثني عشر عاما بالسيد شوفلير والكابتن فيلليو ضابط الاستخبارات,فقد أمكننا الكشف عن نوايا أنصار الحكم الذاتي الذين سيتذرعون بحجج ووقائع غريبة لتبرير مطالبتهم بالانفصال عن سوريا.
ويبدو أن هؤلاء قد ادعوا أن العلويين ليسوا مسلمين وليسوا عرب ,وأنهم يفضلون الوحدة مع لبنان على الوحدة مع لسوريا .
ومن السهولة بمكان إثبات بطلان مثل هذه المزاعم التي ابتدعها لخدمة مآربه الشخصية ممن سيقضي زوال الوضع الحالي على طموحاتهم.
فلو كانت حقيقة الوضع على ما يصوره هؤلاء فكيف يمكن تفسير تواجد أكبر الزعماء ورجال الدين العلويين في صفوفنا والذين يمثلون باعتراف الجميع الأكثرية الساحقة من مواطنيهم المقيمين في حكومة اللاذقية ومن بين هؤلاء جابر أفندي عباس حامل وسام جوقة الشرف الذي يشهد كل المندوبين الساميين الذين عينوا في سوريا أنه يمثل أكبر مرجعية دينية وابنه السيد منير العباس النائب في البرلمان والآخرون من الرؤساء الدينيين والدنيويين من نواب حاليين وسابقين و جميعهم يحتج بعزم على الإدعاءات العارية عن الصحة التي أطلقها البعض من مواطنيهم بدون وازع أو ضمير ربما من دون أن يفقهوا ما وقعوا عليه من عرائض تتنكر لحقيقة كونهم مسلمين ولوطنهم ولأصلهم بهدف تأمين المصالح والامتيازات الزائلة التي يلوح بها لهم الحكام ونوابهم المطلقي الصلاحيات.
الجميع هنا من فرنسيين وسوريين مقتنعون بقرارة أنفسهم من عدم انضمام إقليمنا إلى لبنان وهو المرتبط منذ الأزل بسوريا , ويشكل جزءا لا يتجزأ منها ولم ينفصل عنها بإرادة سكانه بل بالإرادة السياسية لحكامه الفرنسيين الذين لا يخدمون بذلك مصالح فرنسا نفسها إما عن جهل وإما سعيا وراء أطماعهم.
إن هذه الترهات الجديدة لا ترمي سوى إلى التشويش على جو المباحثات السورية-الفرنسية وتأخير اختتامها بأمل الحفاظ على أكبر وقت ممكن على النظام الحالي ,إلى ما بعد الثاني عشر , ومعه على نزوات شوفلير الديكتاتورية وعلى مكر واستبداد الكابتن فويلليو.
نعتبر أن مثل هذه المناورات التي تفصح عن حقيقتها بنفسها سوف تعمل الحكومة الفرنسية على وضع حد لها لمصلحة فرنسا ولمصلحة بلدنا أيضا الذي تكبد خسائر مادية وعنوية جسيمة .
إن هذه الإيحاءات ذات مغالطة صريحة لكل الحقائق التاريخية واللغوية والدينية التي تؤكد جميعها أن إقليمنا لم يكن يوما يشكل وحدة منفصلة عن سوريا
يجابهوننا بحجة أن سكان الإقليم علويو المذهب ,فمن جهة لا يمكن اعتبار الديانات كقاعدة لتكوين الشعوب ,ومن جهة ثانية فالعلويون مسلمون كما أن الإغريق أرثوذكس والبروتستانت مسيحيون.
أفلم يوجد في المدن السورية أعدادا كبيرة من أتباع الديانات التي تمارس شعائرها في هذا البلد ؟ ولماذا تبقى القرى العلوية المجاورة لهذه المدن الداخلية السورية ؟
ولماذا لا يفكر المسيحيون المجتمعون في بعض المناطق في طلب الإنضمام إلى لبنان ؟
واين في العالم كله البلد الذي يتبع سكانه دون استثناء مذهبا واجدا؟
هذا وإننا نسجل بكل أسف أن سياسة الموظفين الفرنسيين في سوريا عامة وبمنطقتنا خاصة لم تكن يوما ملائمة لرغبات الشعب ولا لمصلحة فرنسا نفسها.
أخيرا إننا على ثقة أن الأحداث أثبتت بما فيه الكفاية أن الوفد السوري الموجود حاليا في باريس يمثل رأي وآمال الغالبية العظمى من سكان سوريا ,تلك الأكثرية التي سوف تبلغ الإجماع حالما تتوقف السلطات الفرنسية عندنا من أن تتلاعب بمسار الأمور.
فلتتفضل فرنسا وتقتنع أن تبادل العلاقات بإخلاص مع سوريا سوف يكسبها صداقة كل السوريين على أمل أن تحقوا رغبات الأكثرية الساحقة من سكان بلاد العلويين وفق ما عبر عنها مندوبنا في باريس , تفضلوا يا معالي الوزير بتقبل خالص تحياتنا واحترامنا.
اللاذقية في الثاني من تموز 1936
الموقعون:
علي محمد كامل – علوي نائب سابق حامد المحمد- نائب علوي.
منير العباس-علوي -محامي ونائب علي رسلان- علوي -زعيم عشيرة الرسالنة.
علي شهاب -علوي زعيم عشيرة الحيدرية. اسماعيل هواش- علوي- زعيم عشيرة المتاورة
.أحمد ديب الخيّر- علوي- نائب اللاذقية. عزيز طاهر الموعي – علوي- زعيم عشيرة النواصرة.
محمد إسبر -علوي- زعيم عشيرة القراحلة. علي سليمان الأحمد- علوي_- عضو بالجمعية التأسيسية.
نديم عزيز اسماعيل- علوي- زعيم عشيرة الكلبية . الشيخ صالح العلي- علوي-زعيم ثورة1919-1921
إبراهيم مصطفى جابر -زعيم علوي. راشد العمر- علوي-زعيم عشيرة الشماسنة.
يونس اسماعيل -علوي- زعيم عشيرة الحدادين.
مجد الدين أزهري- سني-نائب اللاذقية رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة.
عبد الواحد هارون-سني-نائب سابق في البرلمان العثماني. محمود عبد الرزاق -سني- نائب.
فايز الياس-مسيحي- نقيب المحامين. عبد القادر شريتح- سني -نائب سابق- الرئيس السابق لغرفة التجارة.
أسعد هارون- سني- زعيم الشباب الوطني. حليم بشور -مسيحي- محامي.
محمد علي-علوي-محامي عبد اللطيف يونس- شيخ علوي.
سليمان فايد-علوي من الأعيان جميل عثمان- علوي -مهندس.
شوكت العباس-علوي- محامي. عبد الله عبد الله – علوي- محامي.
محمد ياسين عبد اللطيف- شيخ علوي. عبد اللطيف مرهج- شيخ علوي.
رضا عباس -زعيم علوي.ا لدكتور وجيه محي الدين- طبيب علوي.
أحمد فايز -علوي- شيخ. حسن ضحية- شيخ علوي.
اسماعيل يوسف- شيخ علوي. محمد رمضان- شيخ علوي.
صالح ناصر الحكيم- زعيم عشيرة الخياطين. محمد محيي الدين- شيخ علوي.
عبد الكريم عمران- شيخ علوي. جابر مرهج- شيخ علوي.
علي محمد سليمان- شيخ علوي. محسن حرفوش- علوي-قاضي شرعي سابق.
سعيد محمد سعيد -شيخ علوي. غانم جفار- شيخ علوي.
يونس حمدان- زعيم علوي. محمد حسن – شيخ علوي.
كامل محيي الدين- شيخ علوي. صالح ناصر زوبار-شيخ علوي.
علي عبد الحق-شيخ علوي كامل الحاج -شيخ علوي
غانم يوسف.شيخ علوي محمود القاضي-شيخ علوي
نصر يوسف خدام-شيخ علوي يوسف خدام-شيخ علوي
يونس علي-شيخ علوي عبد الحميد صالح يونس-شيخ علوي
شيبان حامد-شيخ علوي داود كالوري-شيخ علوي
سليمان غانم-شيخ علوي أحمد يوسف-شيخ علوي
د.ميخائيل بشور -مسيحي عضو سابق بالجمعية التأسيسية. د.اسكندر بشور-مسيحي ,طبيب.
نقولا بشور- مسيحي -عضو سابق للمجلس الإتحادي لدول سوريا .إسبر بشور -مسيحي. عزيز أيوب عرنوق – من الأعيان الأرثوذكس. توفيق عرنوق -من الأعيان الأرثوذكس
. اسبر طيار – من الأعيان المسيحيين. رفيق بيطار- محامي -من الأعيان المسيحيين.
زاهي عرنوق- من الأعيان الأرثوذكس. إبراهيم خوري-من الأعيان الكاثوليك.
الأب يوسف بطرس -اسقف ماروني. الأب اسطفان سابا -اسقف ماروني.
سليمان شدياق من الأعيان -ماروني. عبد الله روفائيل -من الأعيان -ماروني.
الأب موسى ديب من الأعيان ماروني باخوس عركوش -من الأعيان- ماروني.
—————————————————————————————
أما الوثيقة التالية رفعها بعض شخصيات الطائفة العلوية الى رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك ليون بلوم LEON Blom محفوظة تحت الرقم 3547 تاريخ 15/ 6/ 1926، في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية وفي سجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهذه صورة عنها وعن بنودها، مع العلم ان أبرز الموقعين عليهما والد الرئيس الراحل حافظ الاسد:
دولة ليون بلوم، رئيس الحكومة الفرنسية بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرّف، نحن الزعماء العلويين في سوريا، ان نلفت نظركم ونظر حزبكم الى النقاط الآتية:
1 – ان الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني. ولم يحدث في يوم من الايام ان خضع لسلطة مدن الداخل.2 – ان الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة، لأن الدين الاسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي، بالنسبة الى الدين الاسلامي، يعتبر كافراً. لذا نلفت نظركم الى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة ارغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح في امكانها ان تطبق القوانين والانظمة المستمدة من دينها.3 – ان منح سوريا استقلالها والغاء الانتداب يؤلفان مثلا طيبا للمبادىء الاشتراكية في سوريا، الا ان الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية. (هذا ما يفسر الخلاف السوري – التركي في الازمة السورية اذ ان الرئيس الاسد ونظامه الحاكم يعتبران ان انقرة، باقتطاعها هذه المناطق الثلاث، تقف سدا منيعا في وجه اقامة الدولة العلوية).
اما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية. ان هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها قيمة، بل يخفي في الحقيقة نظاما يسوده التعصب الديني على الاقليات. فهل يريد القادة الفرنسيون ان يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في احضان البؤس؟4 – ان روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الاسلامي على الدوام. فليس هناك امل في ان تتبدل الوضعية. لذلك فان الاقليات في سوريا تصبح في حالة الغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الالغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد.
وها اننا نلمس اليوم كيف ان مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم ارسال المواد الغذائية الى اخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين. وحالة اليهود في فلسطين هي اقوى الادلة الواضحة الملموسة على اهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي الى الاسلام. فإن اولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا الى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونثروا فوق ارض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الاذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك اعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في ان يذبحوا اطفالهم ونساءهم بالرغم من ان وجود انكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا. لذلك فإن مصيرا اسود ينتظر اليهود والاقليات الاخرى في حالة الغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة. هذا التوحيد هو الهدف الاعلى للعربي المسلم.5 – اننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، ولكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون اليه، لأنها لا تزال خاضعة لروح الاقطاعية الدينية. ولا نظن ان الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلان بأن يمنح السوريون استقلالا يكون معناه عند تطبيقه استعباد الشعب العلوي وتعريض الاقليات لخطر الموت والفناء.
اما طلب السوريين بضم الشعب العلوي الى سوريا فمن المستحيل ان تقبلوا به، او توافقوا عليه، لأن مبادئكم النبيلة، اذا كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها ان تقبل بأن يسعى شعب الى خنق حرية شعب آخر لارغامه على الانضمام اليه.
6 – قد ترون ان من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، اما نحن فنؤكد لكم ان ليس للمعاهدات اية قيمة ازاء العقلية الاسلامية في سوريا. وهكذا استطعنا ان نلمس قبلا في المعاهدة التي عقدتها انكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الاشوريين واليزيديين.
فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المتجمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضمانا لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين ايدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من انه وجد لديهم سنداً قوياً اميناً لشعب مخلص صديق، قدّم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.
الموقعون:
-عزيز آغا الهواش - محمود آغا جديد -محمد بك جنيد
- سليمان اسد (جد الرئيس الحالي بشار الاسد) -سليمان مرشد - محمد سليمان الأحمد
---
نقلا عن صفحة المعارض منذر خدام على الفيسبوك