آراء

  • حلب منطقة حظر جوي؟

    24 أغسطس 2012 - 5:23 PM : عبد الباري عطوان
  • حالة الجمود العسكري التي باتت ملحوظة على جبهات القتال بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية في منطقة حلب بدأت تدفع الدول الغربية، والولايات المتحدة وفرنسا على وجه الخصوص، للبحث عن خيارات اخرى لكسر هذه الحالة، خاصة بعد ان تزايدت انتقادات فصائل المعارضة السورية لردود الفعل الغربية، واتهام الحكومات الغربية بخذلان الشعب السوري وثورته.
    هناك ثلاثة مؤشرات رئيسية لا يمكن تجاهلها في هذا الاطار، ولا بد من التوقف عندها لاستقراء ما يمكن ان يحدث من تطورات في الايام والاسابيع المقبلة على صعيد الازمة السورية:
    ' الاول: تصريحات لوزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان ادلى بها امس في مقابلة مع محطة 'فرانس 24' وقال فيها ان اقامة منطقة حظر جوي في قسم من الاراضي السورية تمتد من الحدود التركية حتى مدينة حلب اقتراح يستحق الدرس.
    ' الثاني: دعوة ايطاليا الى عقد اجتماع غير رسمي في العاصمة الايطالية روما مع مجموعة من الحلفاء والدول الشريكة لبحث مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد.
    ' الثالث: بدء مسؤولين اتراك وامريكيين اول اجتماع 'لتخطيط العمليات' يهدف الى اسقاط نظام الرئيس الاسد، وتنسيق الردود العسكرية والاستخباراتية والسياسية على اعمال العنف والازمة في سورية، وتهديدات النظام باستخدام اسلحة كيماوية.
    التنسيق الاستخباري الامريكي ـ التركي امر غير مستغرب، وهو مستمر منذ بداية الازمة، ودعوة ايطاليا لعقد اجتماع غير رسمي لدول شاركت في لقاءات مجموعة اصدقاء الشعب السوري ايضا خطوة لا جديد فيها، وتأتي استكمالا للقاءات مماثلة، لكن الجديد يتمثل في تصريحات وزير الدفاع الفرنسي باقامة منطقة حظر جوي في منطقة حلب وجوارها وحتى الحدود التركية.
    من الواضح ان استخدام النظام السوري لسلاح الطيران ضد قوات الجيش السوري الحر والمجموعات الجهادية الاخرى اوقع خسائر بشرية ومدنية كبيرة، وحقق تقدما على جبهات القتال، في ظل عدم امتلاك قوات المعارضة اسلحة مضادة للطيران.
    لكن الحديث عن اقامة مناطق حظر جوي غير اقامة هذه المناطق فعلا على الارض، لان ما كان يصلح في ليبيا ومن قبلها شمال العراق وجنوبه ربما لا يصلح في شمال سورية، وان صلح فان تكاليفه العسكرية والسياسية قد تكون كبيرة.
    عندما اقامت واشنطن مناطق الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه كانت تملك الحرية المطلقة، لان روسيا كانت تمر بمرحلة انتقالية، بينما كان القرار الصيني بالتركيز على الداخل لبناء اقتصاد قوي وتجنب الانخراط في اي مغامرات خارجية يمكن ان تؤدي الى عرقلة هذا البناء.
    صحيح ان الولايات المتحدة اقامت مناطق الحظر الجوي العراقية تلك بدون اي غطاء دولي، اي دون صدور قرار عن مجلس الامن بهذا الخصوص، ولكنها كانت مطمئنة الى عدم وجود اي معارضة روسية او صينية.
    الوضع ربما يكون مختلفا في سورية في ظل الدعم الصيني ـ الروسي المطلق للنظام السوري، ولذلك من غير المستبعد حدوث ازمة بين القوى العظمى حول هذه المسألة قد تتطور الى حرب.
    فالروس سيكونون امام خيارين، الاول التدخل عسكريا ضد مناطق الحظر الجوي في حال فرضها، او تقديم صواريخ اس 300 المتطورة والمضادة للطائرات للنظام السوري للتصدي لاي طائرات يمكن ان تحاول فرض منطقة الحظر الجوي المقترحة.
    لا بد ان القوى الغربية تضع مثل هذه الاعتبارات على قمة اهتمامها وهي تدرس فرض مناطق الحظر هذه، لكن المؤكد ان الغــرب لا يستطيع ان يقـف صـامتا ازاء اطـالة امد الازمة في سورية. ولذلك فان علينا توقع تطورات خطيرة في الايام والاسابيع المقبلة.

    "القدس العربي"



مقال سيريا بوليتيك

آراء

  • الطوائف معرفيّاً وسياسيّاً في سورية

    بقلم : إيلي عبدو
    التفاصيل
  • أطالب تنظيم وتسليح المسيحيين في سوريا تحت شعار "الحرية والديمقراطية"

    بقلم : بيتروس بيتروسيان
    التفاصيل
  • حلب منطقة حظر جوي؟

    بقلم : عبد الباري عطوان
    التفاصيل
تابعونا