آراء

  • من الوريد إلى الوريد

    19 يونيو 2012 - 6:35 PM : نجوى نديم
  • أشعر بالخجل من سوريتي لاول مرة ..
    لاول مرة تمنيت لو ولدت في اي مكان اخر حيث لا يذبح الاطفال و النساء بالسكاكين ، بت اكره السكين ، اتحسس منها و احاول قدر الامكان تجاهلها الان.
    أتخيل صغارنا وامهاتنا و اخوتنا هناك في كرم الزيتون و الحولة و القبير و غيرها من الاماكن المنكوبة .
    اتخيل وجوههم الصغيرة وهم يواجهون ايدي السفاحين.
    قسما لارواحكم الخائفة لن نسامح و لا نصالح تلك الايدي النتنة التي تجرأت على لمس اعناقكم الطاهرة.
    اتساءل كيف لهولاء الوحوش النظر في عيون هؤلاء الاطفال البائيسين قبل ذبحهم وهم ينتظرون دورهم للذبح.
    كيف لهم ان يعذبوا الامهات البائسات بفرحات قلوبهن كيف امكنهم ان يكونوا وحوشا الى هذا الحد .
    بالتاكيد لو كانوا بشرا مثلنا لما فعلوا ذلك ولما استطاعوا فعل ذلك مهما كانت انتماءاتهم و ديانتهم.
    صغارنا المغدورون و امهاتنا هناك اعرف بان لا شيء سيواسيكم بعد اليوم، بعد تلك اللحظات المرعبة القاتلة الخائنة لانسانيتكم تلك اللحظات التي عشتم فيها، و انتم تنتظرون دوركم في الذبح وتلك اللحظات الخائنة لسوريا ولكم ولنا .
    كيف تجاهلوا استغاثاتكم و دموع اطفالكم وهلعهم و هم يرون سكاكينكم تقطع اعناقهم الصغيرة ماذا عساني اقول لهم ؟
    عيب علينا نحن السوريون ام نمرر افعال تلك الوحوش بدون عقاب !
    من الصعب ان اتخيل بانهم سوريون ايضا مثلي وانهم يتكلمون اللغة ذاتها وعاشو او ما زالوا يعيشون على ارضنا هناك و بيننا.
    لا استطيع تخيل سوريا الغد مع وحوش كهذه.
    اي زمن ردىء هذا اي زمن اسود هذا الذي عايشناه ونعيشه !
    لو صار تسونامي او زلزال على ارضنا الطيبة هناك لكان ارحم من سكاكين هؤلاء الوحوش التي تجرأت على تلك الاعناق الغضة .
    باتت المجازر حديث الجميع الكل يتحدث عنها و يتساءل من المجرم لكن لا احد وقف عند قتل هؤلاء البائيسين الخائفين بتلك الطريقة البشعة المهينة للانسان.كل طرف يرمي بالجريمة على الطرف الاخر معارضة و حكومة وما اتعسهما وما أتعس سوريا الغد بهكذا معارضة فاقت جرائمها و روائحها الطائفية والمذهبية البشعة المنبعثة منها فساد النظام وجرائمه.
    سوريا امنا الكبيرة اعذرينا لا نعرف متى ينتهي هذا الكابوس ، ولا نعرف كم سيحصد من ارواحنا قبل ان ينتهي .
    سوريا ساميحينا علىى ما سببناه لك ولا نسطيع فعل شي سوى البكاء والحسرة عليك و علينا ونحن نراك تذبحين كل يوم.
    أعدكم باننا لن نسى موتكم بهذه الطريقة و اعدكم باننا لن نسامح و لن نصالح كل من فكر وخطط واعطى الامر لتصل تلك اليد الكريهة الى اعناقكم الطيبة .
    تعالوا نجمع الحقد البشري وكل الكره وننزله على هؤلاء الوحوش القتلة . تعالوا نلعنهم باسم الله و باسم كل ام و باسم الانسانية و باسم كل سوري يعيش على تلك الارض الطبية .
    لقد شوهتم تاريخ بلدي ... شوهتم جزءا من ذاكرتنا .
    امهاتنا واطفالنا المغدورين اعدكم ان نضع حجرا مكان قلوبنا، حجرا قاسيا عند تنفيذ العقاب بهؤلاء الوحوش.
    كل يوم استيقظ من النوم اشعر بالخجل من نفسي و من سوريتي ومن بلدي .
    كنت اود لو سمعت او لو تعرفت على تلك الاحياء و القرى لكن ليس بعذه الطريقة الدموية .
    كم نحن وقحين.. الجميع يستنكر لكن لا احد يعد بعدم تكرارها و كأن سوريا اعتادت على المذابح !
    اخجل عندما ابتسم.. سرقتم فرحتنا بحياة افضل لاولادنا ...فرحتنا بسوريا الغد .
    ماذا ساقول لاطفالي عندما يكبرون عن هذه المجازر ؟
    كيف ساحكي لهم عن تاريخ سوريا و كيف ذبحت بوحشية و بلا رحمة ؟
    من اين جاء كل هذا الحقد و الكره للقتل بهذه الوحشية ، قتل تلك الارواح الصغيرة ؟

     



مقال سيريا بوليتيك

تابعونا