في خطوة لافتة لا تخلو من دلالات، نشر موقع "البعث ميديا"، التابع لدار البعث للصحافة والطباعة النشر (القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا)، مقالا هو الأول من نوعه والذي يشيد بحركة الإخوان المسلمين.
المقال حمل عنوان "الإخوان المسلمون بين الظلم والبهتان"، وكتبه د. مصطفى يوسف اللداوي، وهو كاتب فلسطيني. وقد بحث "سيريا بوليتيك" عن مصدر المقال فوجد أنه منشور في مواقع عربية أخرى، ويبدو أن الموقع البعثي نقله من مواقع عربية دون ذكر المصدر، فبدت المقالة وكأنها خاصة بالموقع.
إلا أن مجرد نشر مقال يمتدح الإخوان السلمين في موقع بعثي رسمي سوري يُعتبر سابقة بنظر متابعي الملف السوري، خاصة وأن الكاتب استعرض في مقاله ردود أفعال وصلته بالبريد حول مقال سابق له حول الإخوان المسلمين، إلا أنه بدأ واضحا في رأيه المؤيد للكتابات التي تقف مع الإخوان.
ومما جاء في المقال: .."وردتني رسائلٌ كثيرة وتعليقاتٌ عديدة من دولٍ عدة وجنسياتٍ مختلفة تشيد بالمقال، وتعترف بأن جماعة الإخوان المسلمين هي أكثر الجماعات والأحزاب التي اضطهدت وعذبت وحرمت وأقصيت، وسجنت وأعدمت وشوهت، وأنها ما زالت تعاني من السياسات البوليسية التي أحكمت الخناق عليها طوال النصف الثاني من القرن العشرين، ومن التشويهات التي لحقت بها وطالت أفكارها ورموزها، ما أدى إلى هجرة وتغريب الآلاف من أبنائها، وحرمانهم من العودة إلى أوطانهم، والمشاركة في بنائها وإعلاء شأنها، خاصة أن أغلب المشردين والملاحقين كانوا من النخب المتعلمة المثقفة، ومن المختصين في كل المجالات العلمية، ممن كان سيكون لهم دورٌ ومهمة مع شعوبهم. إلا أن حكومات بلادهم وأجهزتها الأمنية حاربتهم ولاحقتهم في غربتهم، وأوشت ببعضهم..".
شبكة دمشق تطالب اللواء مملوك بالتدخل
وقد أثار نشر المقال، في موقع حزب البعث، غضب "شبكة دمشق الإخبارية" الموالية للنظام في سوريا، وكتب ساخرة من القيادة القطرية لحزب البعث متسائلة هل "قيادة قطرية أو قَطرّية؟".
وقالت "قيادة حزب البعث العربي تسوّق للاخوان المسلمين عبر موقعها على الانتريت البعث ميديا، اسئلة برسم القيادة؟رفيق بخيتان وباقي أعضاء القيادة القطرية أين اولادكم ونسائكم هل هم في سوريا ام انهم في الخارج؟أين أموالكم هل هي في بنوك سورية ام في سويسرا ولبنان؟ أين أنتم من ما نشر على منبركم الحزبي؟ هل انتم القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ام القيادة القَطَرّية؟ من منكم وتجرأ على المتاجرة بدماء السوريين علناً عبر تحويل منبر الحزب لـ(....)".
وتوجه المقال إلى رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك قائلا :"الى سيادة اللواء علي مملوك الم تثير حفيظة الأمن الوطني ان يتم نشر مقال عن بوليسية النظام والأمن في سوريا وعن ظلم الاخوان المسلمين وعلى منبر حزب البعث؟؟؟؟؟".
وتابع "اريد أن أسئلك وانت اعلم الناس أمنياً،،، كم مخطط يملك الاخوان المسلمين لتدمير سوريا؟؟؟؟".
وأضاف " نحن كاعلام اجتماعي مستقل ننتقد كل يوم ويصدر بحقنا مذكرات توقيف ومنع من السفر وقيادة حزب البعث تنشر دعاية انتخابية لحزب الاخوان (..) ولا نرى ان الأمن معني بذلك.....".
يذكر أن المقال المنشور في موقع البعث هو أطول مما هو موجود في الصورة أعلاه ولكن "سيريا بوليتيك" نشر صورة لبعض منه فقط، وكذلك الأمر بخصوص المقال الوارد في شبكة دمشق الإخبارية وقد حذفت منه بعض العبارات ووضعت بين قوسين.