آراء

  • المخطط التركي لنشر الفوضى في محافظة الحسكة السورية

    05 يناير 2013 - 03:16 م : طارق حمو
  • يٌسابق حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الزمن لتأليب العشائر العربية في محافظة الحسكة على الشعب الكردي هناك. وقد أوكل هذا الملف الى المسؤولين المحليين من أصل عربي في الحزب الحاكم في كل من ولايتي "أورفا" و"ماردين". وهؤلاء ينتمون الى بعض العشائر العربية التي تعيش في محافظة الحسكة ايضا، وتحديدا عشيرتي "البكارة" و"الجبور". وتشرف المخابرات التركية على العميلة عبر المسؤولين المحليين في الحزب التركي الحاكم. قبل فترة قصيرة عٌقد مؤتمر باسم "مكونات محافظة الحسكة" في مدينة "أورفا" حضره بعض وجوه العشائر العربية في الحسكة، وكان ابرز نقاطه "التركيز على وحدة المحافظة ومحاربة التوجهات المعادية للثورة ولوحدة الاراضي السورية" و"تمثيل حقوق التركمان"!. وهما المطلبان التركييان الذان يعنيان صراحة: محاربة الكرد وقواهم السياسية و"احياء" القومية التركمانية، التي لايزيد عدد نفوس ابنائها في المحافظة على 3000 آلاف شخص في أحسن التقديرات.

    وفي الحين الذي مايزال فيه الآلاف من ابناء العشائر العربية منضوون في اجهزة الامن والجيش النظامي في المحافظة، يواصل بعض وجهاء هذه العشائر حجز مقعدهم في المعارضة وفي "الجيش الحر" للاسراع في نقل البندقية الى الكتف الآخر في اقرب فرصة تلوح!.

    وكانت عملية ادخال الحكومة التركية لبعض المجموعات المسلحة الاصولية القريبة من تنظيم "القاعدة" الارهابي الى مدينة رأس العين بالون اختبار للجانب الكردي. وقد تم اعلان الامر بانه "بداية تحرير مدن ومناطق المحافظة"، لكن تصدي (وحدات الحماية الشعبية) لهذه المجموعات وتكبيدها خسائرا كبيرة ( اكثر من 50 قتيلا) اجبرتها على التراجع وتأجيل المخطط التركي. وصرح بعض المسلحين في جلسات خاصة بان الجانب التركي اغلق الحدود في وجههم عندما هموا بالتراجع والفرار تحت ضربات المقاتلين الكرد المدربين على حرب الشوارع والعصابات، وهددهم بالتصفية اذما تراجعوا الى الخلف.

    وفي مدينة الحسكة، التي يقطنها خليط من العرب والكرد ومكونات اخرى، حدث قبل ايام صدامات مسلحة بين بعض افراد عشيرة "البومعيش" وهي فرع من قبيلة "البكارة" ومجموعة من (وحدات الحماية الشعبية) الكردية، مما ادى الى مقتل اربعة من ابناء العشيرة

    المذكورة. والآن يوصل "مجلس اخوة الشعوب" في المدينة حل القضية بشكل سلمي وتعويض العائلات التي قٌتل ابنائها في تلك المواجهات المؤسفة.

    حزب العدالة والتنمية يواصل حملته ضد الكرد في سوريا ويحاول تأليب العرب عليهم. والارجح بان المرحلة القادمة ستتضمن تشكيل قوة عسكرية من ابناء العشائر للنيل من الكرد في المحافظة ومحاولة تهجيرهم. وهذا اذما حصل سيكون له تداعيات خطيرة للغاية وستظهر صدامات ونزاعات كبيرة، والامور ستكون اكثر تعقيدا في مدينة الحسكة التي يتقارب الوجود الديمغرافي العربي والكردي فيها، بخلاف المدن والنواحي الشمالية الاخرى التي تطغى عليها الاغلبية العددية الكردية.

    موقف "الائتلاف الوطني" الذي يهيمن عليه تنظيم الاخوان المسلمين الاصولي الوثيق الصلة بالحزب التركي الحاكم، سلبي للغاية. هو يؤيد السياسة التركية تجاه الشعب الكردي في سوريا. وهناك اتجاه حتى لتقبل توغل عسكري تركي. اما الجانب الكردي فيواصل استعداداته لتشكيل قوة عسكرية موحدة ومدربة من اجل التصدي لأي محاولة تركية باحتلال المنطقة، او ارسال كتائب مرتزقة كما كان الأمر في منطقة رأس العين.

    والحال بان المحافظة تعيش على كف عفريت، وهناك استقطاب وتوتر كبير الآن. في الحين الذي تتشكل التحالفات بين القوى الفاعلة على الأرض( تلك التي تقبل الهيمنة التركية وتلك التي ترفضه)، حيث ان العديد من العشائر العربية رفضت الانضمام الى المخطط التركي واعلنت بانها سوف تحارب أي تدخل تركي بالسلاح جنبا بجنب مع الجانب الكردي. ويقود هذا التحالف عشيرة "شمر" المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الكرد في المنطقة...

    -------------

    المقالات تعبّر عن رأي كتّابها وليس الموقع



مقال سيريا بوليتيك

آراء

  • سورية وخطر المحاصصة الطائفية!

    بقلم : أكرم البني
    التفاصيل
  • كتاب مفتوح إلى فاروق الشرع

    بقلم : مسعود يونس
    التفاصيل
  • هكذا قال الأسد!!!

    بقلم : نبراس دلول
    التفاصيل
تابعونا