ذكرت مصادر قريبة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) علي لاريجاني، أنه سيقوم الثلاثاء بزيارة غير رسمية إلى مدينة النجف العراقية، حيث يلتقي بالمرجع الديني الأعلى علي السيستاني ومراجع آخرين، ومسؤولين سياسيين في المدينة.
وأبلغت المصادر "العربية" أن لاريجاني يبحث في العراق تطورات الأزمة بين كردستان وبغداد وتداعياتها على الأزمة السورية وسبل دعم النظام، ويعرض جهود إيران لحلها، في ضوء نتائج جولته الإقليمية الأخيرة التي قادته إلى سوريا ولبنان وتركيا.
ولم تستبعد المصادر أن يزور لاريجاني إقليم كردستان في إطار جهود تدعهما طهران للتهدئة بين بغداد وأربيل لمنع حصول احتكاك عسكري تستفيد منه أنقرة، ويؤثر بالتالي على موقف دعم النظام في دمشق.
وكان لاريجاني التقى الاثنين 12 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، وأبلغه رفض طهران أي شكل من أشكال التطرف في المنطقة، مشيراً إلى دعم الإقليم فصائل سورية مسلحة تعمل ضد النظام.
وأكدت المصادر أن لاريجاني حشد في سوريا ولبنان، المنظمات الفلسطينية ومنظمات وأحزاب لبنانية أخرى، لتأييد موقف إيران وحزب الله، الداعم بقوة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت إن طهران تريد أن تستثمر دورها الذي برزت فيه "إيجابياً" خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ومظاهر العرفان والشكر التي قدمتها لها المنظمات الفلسطينية، خصوصاً حماس والجهاد الإسلامي، لحشد أكبر قدر من الدعم الفلسطيني اللبناني، لرؤيتها التي تسوقها في شأن "الحوار بين النظام والمعارضة السورية لحل الأزمة هناك".
وبحسب المصادر القريبة منه، فإن لاريجاني، وهو أيضا أحد اثنين يمثلان المرشد علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قدم تقريرا مفصلاً للرئيس السوري عن المخاطر التي تواجه نظامه وإيران وعموم المنطقة، إذا لم يبد مرونة أكبر في اتجاه إيجاد مخرج للأزمة الراهنة.
وذكرت المصادر أن لاريجاني ناقش مع الأسد إمكانية القبول بخيار الخروج من السلطة، مع تسليم مهام الرئاسة إلى قائد عسكري غير علوي أو إلى نائبه فاروق الشرع، ويجري على الفور حوار مع كافة فئات المعارضة دون استثناء.
وقد التقى لاريجاني في دمشق ممثلين عن قوى تحالف الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة"، الحليف الفلسطيني الرئيس لنظام الأسد. كما التقى في بيروت أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين.
واستضافت طهران يومي الأحد والاثنين من الأسبوع الماضي مؤتمراً للمصالحة السورية، غاب عنه ممثلو الائتلاف المعارض الذي تشكل مؤخراً في الدوحة.
"العربية"