مقال سيريا بوليتيك

  • خليل معتوق وعبد العزيز الخيّر ومعن العودات وغياث مطر.. إذا كانت أنهار المعارضة عذبة فمن أين أتى بحرها بالملح؟!

    16 نوفمبر 2012 - 12:52 ص : هيئة التحرير
  • خليل معتوق: محام سوري يساري غادر نشاطه السياسي منذ الثمانينات وتفرغ للعمل الحقوقي حيث دافع عن قسم كبير من السجناء السياسيين ورافع عنهم في المحاكم. عنوان إقامته الحالي: سجون السلطات السورية.

    عبد العزيز الخيّر: طبيب سوري قضى أكثر من ثلاثين عاما بين الملاحقة والتخفي والاعتقال. عنوان إقامته الحالي: سجون السلطات السورية.

    خليل معتوق وعبد العزيز الخير من المعارضين القدماء في سوريا، وإن كان معتوق تفرغ فقط للنشاط الإنساني، وهو ما لم يدخر جهدا به الطبيب الخيّر عندما عالج مئات السجناء إبان اعتقاله.

    معن العودات: مهندس من درعا وكان من أبرز قادة الحراك الشعبي في المحافظة، متمسكا بخيار التظاهر السلمي. قتلته السلطات السورية، ولم يتم فتح تحقيق بذلك، علما أنه كان من أنصار العمل السياسي السلمي.

    غياث مطر: شاعر وناشط شاب من ريف دمشق، قاد الحراك السلمي والتظاهرات وكان من أنصار التغيير السلمي. قتلته السلطات السورية، دون فتح أي تحقيق بذلك.

    معن وغياث من حقبة الحراك الشعبي الذي انطلق في آذار 2011، وخليل وعبد العزيز من المعارضة القديمة في سوريا، وتشارك الأربعة في صفة بارزة وهي التمسك بالتغيير السياسي الجذري السلمي.

    شاعر أمريكا الجنوبية الشهير بابلو نيرودا تساءل ذات يوم: إذا كانت جميع الأنهار عذبة فمن أين يأتي البحر بالملح ؟

    الشخصيات المذكورة أعلاه يمكن أن يصفها أي باحث سياسي موضوعي بأنها تشكل "الأنهار العذبة للمعارضة السورية"، وهم ليسوا الوحيدين بالتأكيد وإنما تم اختيارهم هنا كرموز سياسية. وهكذا، إذا كانت أنهار المعارضة عذبة من أين يأني "بحر المعارضة بالملح" ؟ وهو تعبيرنا المجازي لتلويح الأمم المتحدة بوضع المعارضة السورية في قائمة العار، فإذا كانت الأسماء الأربعة تمثل قائمة الشرف، من المسؤول عن وضع المعارضة في قائمة العار ؟! ( طبعا الأمم المتحدة تشير إلى بعض المعارضة وليس كلها).

    هذا سؤال مفتوح للمعارضة السورية، بكل أطيافها، لأن ما لوحت به الأمم المتحدة ليس مزاحا فهي ليست "شبيحة" أو "فرقة حزبية" وليست "نشرة بعثية تتهمكم بالمؤامرة".

    إنه لمن المؤسف، أن يتم توزيع المناصب والمقاعد والحقائب في الفنادق، فيما لم يتم توزيع "بطانية" واحدة على المشردين واللاجئين والنازحين السوريين الهاربين من موت الرصاص والقصف والقذائف لينتظرهم موت البرد القارس. من المؤسف أن يتقاسم السياسيون المناصب، فيما لايجد كثير من السوريين في حمص مثلا رغيف خبز ليتقاسموه.

    في عام 1963 قاد عسكر البعث ثورتهم باسم الفلاحين والعمل، وفعلا حققوا بعض الإنجازات، ولكنهم قضوا معظم أوقاتهم في الخلافات على المناصب، وأما الفلاح فراح يغني مواله ووجعه.

    والآن.. حان الوقت لتصحيح الكثير من المعايير لدى المعارضة المهددة بقائمة العار، وليس المعارضة النبيلة التي تمثل النطاق الأوسع من السوريين والتي تحدثنا عن بعض رموزها أعلاه.

    - أي فاسد ينشق يتحول إلى معارض بطل ووطني واسمه على قوائم كل المؤتمرات، وأما إذا تحدث معارض (قضى سنوات طويلة من حياته في السجن في زمن الصمت) بكلمة واحدة منتقدا هؤلاء المنشقين الجدد، يتم تخوينه ونعته بـ"الشبيح"، أو "الطائفي" أو "العميل"،

    - انتفاضة الشعب السوري لها أسبابها الموضوعية من سياسية واقتصادية، ولم يقودها مثلا معن العودات في درعا من أجل القضاء على "النصيرية" ولم يرفع شعارات الانتقام ولم يمارس أنصاره الاعدامات الميدانية. هذه ممارسات تحصل الآن وهي دفعت الأمم المتحدة إلى التلويح بوضع المعارضة في قائمة العار،

    - هناك شخصيات عديدة لم تكن في السلطة، ولكنها كانت تسبّح بحمد النظام وتأكل على مائدته، ومائدة أجهزته، وعندما حصلت الانتفاضة قفزت من قارب السلطة، وتحولت إلى "معارضة راديكالية"، وتم قبولها بصدر رحب واسع، علما أن هؤلاء لم يتجرأ أحد فيهم على القيام بنقد تاريخه وتقديم مراجعة ذاتية يتبرأ فيها من سيرته القديمة في مسح أحذية النظام،

    الظواهر الثلاث أعلاه من أكثر الظواهر انتشارا كالنار في الهشيم، ومع ذلك لم يصدر أي بيان صريح وواضح من قبل فصائل المعارضة البارزة تتبرأ من هذه الظواهر وتندد بها. يجب التعامل مع هذه الظواهر بسرعة والتمييز بين انتفاضة الشعب السوري العظيم الذي خرج من أجل قيم نبيلة، وليس من أجل القتل والتحريض الطائفي، والاسراع في مواجهة هذه الظواهر مواجهة جريئة تحمي انتفاضة الشعب السوري من المحاولات اليومية لسرقتها واغتيالها، وتكرم نضالات الرموزالأربعة المذكورين أعلاه ونضالات الشعب، وتعطي تطمينات إيجابية لكل السوريين، وتحمي المعارضة نفسها من قائمة العار.
     



مقال سيريا بوليتيك

أكثر الأخبار قراءة

آراء

  • رؤية في الحل

    بقلم : د.محمد عبدالله الأحمد
    التفاصيل
  • دوافع وأهداف العدوان الإسرائيلي على مركز البحوث في جمرايا

    بقلم : محمود جديد
    التفاصيل
  • العنف والمثقفون في سوريا: بين أوهام التلفيق البهيجة وحقائق التاريخ الفاجعة

    بقلم : محمد حيان السمان
    التفاصيل
تابعونا