آراء

  • هذا هو الحل!!

    30 أغسطس 2012 - 6:20 PM : عبد الفتاح العوض
  • آن للذين يتحاورون بالسلاح أن يصلوا إلى قناعة أن أحداً منهم لن يحسم الأمر.. وآن لهم أن يدركوا أن أي انتصار لأي طرف هو انتصار بطعم الدم.

    ها هم السوريون يغرقون «بالموت».. وفي ضوء غياب الحكمة وطغيان التطرف والجنون فإن الأصوات يجب أن تعلو للتبرؤ من هذا الدم وإعلان التحلل منه لأن استمراره يجعلنا إما شركاء به وإما ضحاياه.
    أجد هذه المقدمة ضرورية لأقدم اقتراحاً لحل هذه الأزمة وكما في كل اقتراح فإن الأمل شبه معدوم بالاستجابة له ليقيني أن محركات الأزمة لا تريد لها أن تنتهي، ومن يردها أن تنتهي لا يستطع إنهاءها.
    الاقتراح أشبه ما يكون بخريطة طريق تقوم على النقاط التالية:
    - تشكيل لجنة اسمها «لجنة الحل» تضم عدداً محدوداً من الشخصيات السورية التي استطاعت في الأزمة أن تجنب نفسها الاصطفاف بحيث لم تكن معارضة أو مؤيدة.
    - يقوم الأخضر الإبراهيمي بالتنسيق للحصول على قبول الأطراف بها، على أن يتم تشكيلها من خلال اقتراحات من فعاليات سورية.
    - يعلن أعضاء اللجنة التزامهم بعدم القيام بأي نشاط سياسي لمدة ثلاث سنوات، بمعنى أن يكون المستقبل السياسي لهم وراء ظهورهم بحيث لا تؤثر مطامح شخصية في أفكار واقتراحات اللجنة.
    - بمجرد تشكيل اللجنة يتم إعلان هدنة لمدة شهر.
    - تقدم اللجنة رؤيتها للحل ويطرح للاستفتاء العام بمراقبة منظمات مدنية عالمية.
    - ليس من حق أي من الأطراف رفض هذا الحل أو الالتفاف عليه وتعديله بعد أن ينال أغلبية في الاستفتاء.
    من ميزات هذا الاقتراح أنه سوري صرف لكن يمكن كأفكار جانبية أن تضم اللجنة شخصيات دولية معروفة بحيادها أو من دول اتخذت مواقف حيادية في مسار الأزمة.
    كذلك يمكن أن يكون هدف اللجنة إذا لم تنجح رؤيتها في الاستفتاء اختيار الشخصيات السورية التي تدعو إلى الحوار وتضع المبادئ العامة التي يقوم عليها الحوار وتشرف عليه. وهنا ينبغي أن يكون واضحاً أن المبادئ العامة لأي حوار تتركز على التوقف عن العسكرة وكذلك عدم الاستعانة بالخارج... ولا نقول ذلك لأنها مجرد مبادئ بل أيضاً لأن مصالح السوريين تقتضي ذلك فعسكرة الاحتجاجات زادت في عدد ضحايا السوريين رغم أنها جاءت تحت عنوان حمايتهم! والاستعانة بالخارج ليست إلا وضع سورية في لعبة الأمم القذرة؟
    من المؤكد أننا لن نعدم الوسيلة في إيجاد حل سوري نصل فيه إلى أهداف أعلى وأكثر قيمة من الشعارات المطروحة، وأقول بصراحة.. إن وقف العنف وحماية دماء السوريين هو الغاية الأكثر قدسية من كل الشعارات الأخرى مهما كانت.

    - داخل النص
    ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)). قرآن كريم
    ((اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ)). حديث نبوي
    إنه لم يزل للناس وجوه يذكّرون بحوائج الناس فأكرم وجوه الناس تلك. عمر بن الخطاب
    عاملوا أحرار الناس بالمودة فإنهم لا يحتملون الهوان، وعاملوا العامة بالرغبة والرهبة. أزدشير
    قدم من كان مشهوراً بالورع واقضِ حوائج العامة بهم. أرسطو طاليس

    نقلا عن "الوطن" السورية



مقال سيريا بوليتيك

آراء

تابعونا