ســيريا كافيه

  • عائلة الشهابي.."حازم" يستقيل بأمريكا و"فارس" يتسلم منصبا بدمشق في يوم واحد

    31 مايو 2012 - 10:47 PM : سيريا بوليتيك
  • فارس وحازم الشهابي
  • استقال حازم حكمت الشهابي، القنصل الفخري لسوريا بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة والذي يحمل الجنسية الأمريكية، احتجاجا على "مجزرة الحولة" في حمص بعد أن قضى سنوات طويلة في منصبه، وذلك في نفس اليوم الذي تم فيه انتخاب فارس الشهابي رئيسا لاتحاد غرف الصناعة في سوريا بعد أن كان رئيسا لغرفة صناعة حلب والذي تشن المعارضة السورية حملات دائمة عليه وتتهمه بـ"دعم النظام" على حد تعبيرها.

    وقال حازم الشهابي متحدثا عن استقالته "وصلت الي نقطه يكون فيها صمتك او تقاعسك غير مقبولين اخلاقيًا ومعنويًا".

    يذكر أن حازم هو نجل رئيس الأركان الأسبق للجيش السوري، العماد حكمت الشهابي. وقد تولى حكمت الشهابي منصب رئيس الأركان من عام 1974 إلى عام 1998، وقبل ذلك تدرج في عدة مناصب ومنها تسلمه لرئاسة المخابرات العسكرية عام 1971 حيث كان مساعده في ذلك الوقت "علي دوبا"، وفي عام 1974 تم تعيينه رئيس للأركان خلفا لـ"يوسف شكور" الذي أصبح نائبا لوزير الدفاع آنذاك. وارتبط اسم حكمت الشهابي في المفاوضات السورية مرتين، الأولى كانت بعد حرب تشرين عام 1973 عندما قاد الوفد السوري إلى الولايات المتحدة من أجل مفاوضات حول شروط وقف إطلاق النار، وفي عامي 1994 و1995 كان جزءا من الفريق السوري المفاوض الذي سافر إلى الولايات المتحدة من أجل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.

    حكمت الشهابي على يمين كلينتون في البيت الأبيض عام 1995

     

    حكمت الشهابي مع حافظ الاسد ومصطفى طلاس

    فارس الشهابي .. منصب جديد

    وفي ذات اليوم الذي استقال فيه أحد أفراد عائلة الشهابي في أمريكا (حازم الشهابي)، فاز المهندس فارس الشهابي بانتخابات رئاسة اتحاد غرف الصناعة السورية، وكان المهندس الشهابي رئيسا لغرفة الصناعة في حلب، وهو أحد أبرز رجال الأعمال السوريين، وتشن بعض صفحات المعارضة حملات ضد من وقت إلى آخر بتهمة "مناصرة النظام ودعمه"، على حد تعبيرهم، فيما يقول المهندس الشهابي إنه "يدعم الاقتصاد الوطني".

    ومن غير المعروف مدى درجة قرابة فارس الشهابي بعائلة حكمت الشهابي، في حين روجت صفحات معارضة أنه نجل حكمت الشهابي فيما يبدو أنها معلومة غير دقيقة إذ أن اسمه الثلاثي هو "فارس أحمد الشهابي".

    وتقول معلومات أن أحد أبناء الجنرال الشهابي يدعى "أحمد"، إلا أن هذه المعلومة لم يتمكن موقع "سيريا بوليتيك" من تأكيدها.

    ويملك فارس الشهابي شركة عائلية يديرها الأب أحمد، وأولاده فارس، أيمن، وحسام، كما يملك شركة ألفا - حلب للصناعات الدوائية المؤلفة من سبعة معامل، وهي الشركة التي تسيطر على السوق الدوائية السورية بأكبر حصة مبيعات منذ عام 1993 بحسب بيانات الشركة. ورد اسم فارس وعائلة الشهابي ضمن قائمة "الاقتصادي 100" لأبرز 100 رجل أعمال سوري التي تصدرها مجلة الاقتصادي السورية. عائلة الشهابي من مؤسّسي شركة شام القابضة، ومن مؤسسي بنك فرنسبنك وبنك الشرق في سورية، ومن مؤسّسي الشركة السورية العربية للتأمين، وشركة الجزيرة السورية للتجارة المحدودة المسؤولية، وهم شركاء في منشأة صناعية لتعبئة وتغليف المحاصيل الزراعية والغذائية، ومنشأة لفلترة وتنقية وتعبئة زيت الزيتون في حلب. اختير فارس وأيمن كأحد شيوخ كار صناعة الدواء في سورية حسب مجلة الاقتصادي عام 2009، يقول موقع "الاقتصادي".

    ويقول مراقبون في مدينة حلب إن عائلة الشهابي مثلها كبقية العائلات السورية حيث يوجد فيها المعارض والمناصر للنظام أو من ينتمي للفئة الصامتة، وهذا ما تؤكده استقالة حازم الشهابي فيما تولى فارس منصب اتحاد الغرف الصناعية السورية وهو الذي كان قد صرح بأن هناك "مؤامرة تستهدف الليرة والاقتصاد السوري".

    وكانت جماعة مسلحة اغتالت منذ فترة قريبة صناعيا من عائلة الشهابي هو عمر الشهابي، بعد تلقيه تهديدات. وكان الشهابي في طريقه إلى مكان عمله في منشأة لتصنيع الحديد حيث اعترضه 4 مسلحين وقتلوه.

    استقالة حازم ليس انشقاقا 

    مراقبون تحدثوا لـ"سيريا بوليتيك" معلقين على استقالة حازم الشهابي بأنها لا تزال في سياق "عمل الفئة الصامتة ولم تصل إلى إعلان المعارضة لأن الشهابي فضل استخدام كلمة إدارية هادئة وهي الاستقالة وليس الانشقاق، ولاحقا قد يعود لمنصبه من باب أن وزير الخارجية رفض الاستقالة".

    وأضاف المراقبون "هذه الحادثة تذكرنا بالفترة التي أعلن فيها عبدالحليم خدام الانشقاق عن النظام، وآنذاك تحدثت صحف عربية عن ان الجنرال الشهابي سوف يلتحق به، إلا أن الشهابي (المقيم عند نجلة في أمريكا في ذلك الوقت) عاد إلى سوريا عام 2009 مكذبا هذه التقارير". وقد صدرت تصريحات رسمية في ذلك الوقت قالت " رحب مصدر سوري رسمي بعودة رئيس الأركان السابق العماد حكمت الشهابي، ووصفه بأنه "رجل وطني لم ضع يده في يد أي من أعداء سورية.وكان في استقبال الشهابي الذي عاد قبل أيام إلى سورية؛ مسؤولون رسميون. قد انتقل مباشرة للإقامة في مزرعته في مدينة حلب".

    وكان مصدر إعلامي سوري "قد أعاد الاستقبال الذي حظي به رئيس الأركان السوري السابق العماد حكمت الشهابي العائد قبل أيام إلى دمشق وحلب، إلى الأحاديث الرائجة عن دور إيجابي لعبه نجله حازم الشهابي الذي يعمل كقنصل فخري لسورية في لوس أنجلوس لترتيب العلاقات بين دمشق وواشنطن، كما قال في حديثه لـ"قس برس".

    وكان وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس قد وصف الشهابي في وقت سابق بأنه "عميل للأمريكان". وحسب ما قاله طلاس لمحطة "روسيا اليوم"؛ فإن الاتحاد السوفييتي السابق أبلغ سورية بأن الشهابي عميل لأميركا، وأن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان يعلم بأمر الشهابي لكنه كان يرغب بالإبقاء على "شعرة معاوية" في العلاقات مع أمريكا. ووفق ما صرح به طلاس، فإن الامر وصل إلى درجة أن حافظ الأسد كان يسأل الشهابي حين يعود من رحلة علاجه في أمريكا: "ما أخبار جماعتك؟"، معتبراً في الوقت ذاته أن الرئيس الحالي بشار الأسد ليس كوالده الراحل، "بل هو حازم في هذا الموضوع كحد السيف فالعدو هو العدو ولا مجال معه للمجاملة" حسب تعبير طلاس.
     



مقال سيريا بوليتيك

آراء

تابعونا