مقال سيريا بوليتيك

  • الجامعة العربية تعاقب "عصمت رشيد" و"فؤاد غازي" !

    03 يونيو 2012 - 5:52 PM : هيئة التحرير
  • في زمن "الهوائيات"، وقبل أن تدخل "الصحون اللاقطة" إلى سوريا، كبرت أجيال سورية وهي تسمع كل يوم "كفك يا جميل كفك" للفنان عصمت رشيد، و"لزرعلك بستان وروود" و"صبر ايوب" للراحل فؤاد غازي.

    لم يكن المواطن السوري، حتى البعثي، يقتنع بما يشاهده آنذاك في نشرات الأخبار والبرامج السياسية في التلفزيون الحكومي. كان السوريون يعشقون الأغاني التراثية والدراما السورية من حسني البورظان وغوار وابو عنتر إلى الدراما الشامية.

    قال الإعلام السوري مؤخرا إنه يطور نفسه فرأى أنه تطور مع الأزمة الحالية، فيما رأى معارضون أنه لم يتطور وبقي معبرا عن وجهة النظر الرسمية فقط.

    هناك من يصف تجربة الإعلام السوري بأنها كانت مثل قصة الراعي الكذاب، الذي صدق أخيرا ولكن لم يعد احد يصدقه بسبب سجله الطويل من الكذب على أهالي القرية.

    "لو" لم تعد تنفع الآن، ولكن مع ذلك يجب أن نقولها: لو أن الإعلام الرسمي ومنذ بداية الأزمة استضاف كل المعارضين في الداخل على الهواء مباشرة – وليس تسجيلا – ليقولوا ما يرغبون بحرية تامة، لكان من شأن هذا الأمر أن يخفف كثيرا من الأزمة ويعطي مصداقية للإعلام الرسمي. للاسف هذا لم يحصل.

    لو ألقينا نظرة على الإعلاميين السوريين المغتربين، لوجدنا أن الكثيرين منهم حققوا نجاحا مذهلا في غربتهم. لماذا لم يجد هؤلاء إعلاما خاصا واسعا في بلادهم يجذبهم جميعا ؟ ولماذا الحصول على وظيفة في الإعلام الرسمي يحتاج إلى ألف واسطة ؟ حيث يمكن أن يجد ابن أو ابنة مسؤول طريقا سهلة للوصول إلى أعلى المناصب في هذا الإعلام، فيما هناك المئات من الصحفيين والإعلاميين السوريين لا يجدون فرصة عمل في بلدهم.

    إذن، مشاكل الإعلام السوري كثيرة، وعيوبه أكثر، هذا إذا لم نتطرق إلى موضوع حرية الصحافة التي يفتقدها.

    لكن، قرار الجامعة العربية بحظر مشاهدة الفضائيات السورية على "عربسات" و"نايلسات" يدفع للتساؤل: هل الفضاء العربي الذي تبث فيه مئات المحطات الفضائية لم يعد فيه مشكلة إلا الفضائيات السورية ؟ هناك مئات المحطات التي تثير الفتن المذهبية وتشتم المذاهب والأديان، وهناك فضائيات السحر والشعوذة، وفضائيات التعري.. هل هذه الفضائيات تسهم في دعم الحرية والكرامة والفضائيات السورية ضد الحرية والكرامة؟ كان على الجامعة العربية- لكي تبدو منصفة بنظر الشارع- أن تبادر إلى التنديد بكل الفضائيات التي تثير النعرات المذهبية وتشتم الاديان وتنشر التعري والسحر والشعوذة قبل أن تعاقب الفضائيات السورية.

    إن معاقبة الجامعة العربية للفضائيات السورية أعطتها مبررا قويا للقول "نحن إعلام مؤثر ونقول الحقيقة ولذلك عاقبتنا الجامعة العربية".

    ثم من تعاقب الجامعة العربية ؟ ربما قررت الجامعة أن تضع رأسها برأس "التراث الإعلامي" وتلاحق "عصمت رشيد وفؤاد غازي " !

    ونلجأ للسخرية والقول "ربما هو ثأر قديم منذ زمن (كفك يا جميل كفك) و(لزرعلك بستان وروود)" لأن ما علق في أذهان السوريين جميعا منذ زمن الهوائيات هو "حسني البورظان وغوار وابو عنتر وفؤاد غازي وعصمت رشيد" و"ليس نشرات أخبار التلفزيون" !


     



مقال سيريا بوليتيك

آراء

تابعونا