سـياسة واســتراتيجي

  • مسؤول سوري سابق يقدّم "قراءة كيماوية خطيرة" لانشقاق جهاد مقدسي

    03 ديسمبر 2012 - 10:33 م : سيريا بوليتيك
  • انشق الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي كما كان يسمى في وسائل الاعلام المستقلة، أو الناطق باسم النظام السوري كما كانت تطلق عليه المعارضة السورية.

    انشقاق ناطق باسم وزارة سيكون أمرا عاديا من الناحية السياسية، لو لم تكن هذه الوزارة لبلد يشهد أزمة كبرى تحتل المرتبة الأولى في وسائل الاعلام منذ سنتين، أو لو لم يكن صاحب الانشقاق هو أول سوري يتحدث للمرة الأولى وعلنا عن وجود سلاح كيماوي في سوريا.

    طلب "سيريا بوليتيك" من استراتيجي سوري، وهو مسؤول سابق تقاعد منذ التسعينات وله مواقف ناقدة لسياسة النظام، أن يرسل لنا رأيه بانشقاق مقدسي، فأرسل لنا ما يلي:

    - أكثر من لفتني في هروب أو انشقاق السيد جهاد مقدسي هو أنه حصل بالتزامن مع تواتر التصريحات الغربية المحذرة للنظام هنا في دمشق من مغبة استخدام السلاح الكيماوي، وأخرها كان تصريح السيدة كلينتون، فما معنى أن يخرج خبر عاجل يتعلق بانشقاق أول شخص سوري "رسمي" يتحدث للمرة الأول بتاريخ سوريا، وعلنا، عن وجود سلاح كيماوي فيها ؟

    - لا يمكن للسيد مقدسي أن يتحدث عن موضوع حساس وخطير جدا عسكريا وسياسيا وهو موضوع السلاح الكيماوي دون موافقة أو أوامر وصلته من وزير الخارجية، ووزير الخارجية بدوره تلقى أوامر بذلك من جهة أرفع سياسيا أو أمنيا تطلب الحديث عن الموضوع في المؤتمر الصحفي الشهير الذي تحدث فيه مقدسي عن وجود السلاح وأثار لغطا واسعا.

    - منذ ثلاثة أيام ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد تقارير وسائل الاعلام وتصريحات عربية وغربية تحذر النظام من استخدام الكيماوي، وبعد ذلك ينشق صاحب تصريح الكيماوي.

    - تزامن انشقاق مقدسي، مع تصريح مصدر سوري يرد على تصريحات كلينتون ويؤكد أن سوريا لن تستخدم هذا السلاح، فهل هذا التأكيد لم يكن كافيا في القنوات السرية، وبالتالي حصل اتفاق على اتخاذ خطوة عملية، وكانت هذه الخطوة التخلص من صاحب التصريح، والقول للغرب – عبر القنوات السرية- أنه أدلى به من تلقاء نفسه وهو خطأ منه وبالتالي سنعاقبه، وهذا عمليا ما بدأت تروج له صفحات ومواقع مؤيدة لسياسة النظام التي قالت أن مقدسي "أقيل من منصبه لأنه أدلى بتصريحات خرج بها عن السياق المطلوب منه"؟

    - عملية ربط استقالة أو انشقاق مقدسي بالاحتجاج على الوضع الانساني في سوريا وسياسة النظام تبدو غير واقعية، لأنه في وقت كانت منظمات عديدة تتهم النظام بجرائم حرب، كان يخرج ويدافع عن النظام بقوة، كما أنه لم يكن في سوريا عندما تم تعيينه في منصبه، وإنما جاء من لندن، وبالتالي لو كان في سوريا آنذاك كنا قلنا أنه قبل التعيين تحت تهديد المخابرات، ولكن أن يأتي من لندن ليتولى منصب وظيفته الرئيسية الدفاع عن النظام فهذا يعني أنه جاء مقتنعا بذلك.

    - هناك تساؤلات عديدة حول كيفية خروج مقدسي من بلد تراقبه المخابرات على مدار الساعة وتمنع الكثيرين من السفر، خاصة أن سافر من مطار بيروت الذي يقال بأنه حزب الله له "عيون" فيه، فكيف تمكن من الانتقال من سوريا إلى لبنان بسهولة ؟ هذا يعني أن هناك جهة ما في النظام سهلت له سفره إلى الخارج، أو أنه قام بمغامرة خطيرة وسافر عبر البر. وقد تكون "هزة إعلامية" مدبرة ضد النظام كما حصل في حالات انشقاق سابقة.

    - هل يتبع انشقاق مقدسي أحداث أخرى أو كما نقول باللغة الشعبية "عندما تكر المسبحة"، فهل تكر المسبحة ويذهب بعده من طلب منه أن يصرح بوجود سلاح كيماوي ؟

    - سيتحدث الاعلام عن هذه الحادثة لعدة ايام ثم ينساها في غمرة الأخبار التي تتحدث عن مآسي سوريا اليومية.
    - سنمسع عن انشقاقات دائمة في هذا النظام الذي بني على سياسية اعتماد الولاء له بدلا من الاعتماد على الكفاءة، ولكن برأيي لايجوز نقد مقدسي من قبل مؤيدي النظام لأنه عادة النقد والتهجم على المسؤول بعد انشقاقه، والصمت عليه خلال وجوده في منصبه، ليست ذات مصداقية.

    - ستسمعون أشياء جديدة، خلال هذا الشهر، وربما من موسكو.

    ---------

    تعقيب وتعليق من معارض سوري:

    فور نشر التقرير أعلاه، وردنا تعليق وتعقيب من معارض سوري، ونحن ننشره من زاوية استقلالية موقعنا، وتأكيده  أنه لا أجندة لنا لنا ضد أي سوري وغير سوري، وإنما يهمنا تقديم صحافة مستقلة ومتميزة:

    تعليق المعارض: : "كل ما قاله هذا المسؤول خاطئ. فهو (جهاد) ينسق مع المعارضة منذ ستة اشهر وقبل تصريحات الكيماوي. وعائلته وزوجته بلبنان منذ عدة اشهر بعد ان بدا يفكر بالانشقاق عن بشار الاسد ومن والاه من جنرالات متقاعدين. وكان يذهب مرتين شهريا وبسيارة يمكنه خلالها من اخذ اغراضه".