لأ أعرفُ إن كانت مشكلتي ترتقي إلى درجةٍ تستحق منكم أن تهتموا فيها ....
في منطقة عش الورور المجاورة لمنطقة برزة,و في الجهة الشمالية من مدينة دمشق, يقطنُ خليط سكاني متنوع من عدة محافظات ومدن سورية ...ومنذ بداية الأزمة ونحن نشهد الغالبية الساحقة من السكان شأنهم شأن اغلب السوريين همهم لقمة عيشهم وأمنهم وأمانهم وصلاح وطنهم ودولتهم ...ومازلت الحالة هكذا, إلى أن مَنَّ أحدهم علينا باختراع اللجان الشعبية فامتهن فينا بعض أفرادها السرقة واللصوصية وعاث فساداً في الأزقة والحواري وكل ذلك بحجة تطبيق القانون وبسط الأمن والأمان ...وممن هذا الأمن والأمان ؟؟؟من جماعات - أغلبهم وليس كلهم- سجله الأخلاقي والجنائي حافل بكل بما يرقى ل جعله عنوانين ساخنة لصفحات الإجرام والحوادث في جرائدنا وحكاياتنا اليومية .ورغم ذلك عَضضنا على ذُيولِنا ,و أَصَبنا أذاننا بالصمم ,وفقِئنا أعيننا عن ماضيهم ,وبررنا ذلك بقولنا أنّ الوطن في محنته لن يتنكر له أبناؤه الأوفياء حتى وإن كان منهم ممن خرج عن قوانينه و أعرافه السائدة.....
ومع الأيام بدأت رائحة القذارة تفوح من تصرفاتهم وشنيع أعمالهم (سرقة ونهب وافتعال المشاكل القائمة على خلفيات طائفية قذرة و تخوين لأي آخر لا ينتمي للطائفة العلوية حصراً...حتى وإن لم يتم تخوينه كان سيجبر عل القبول برضى العيش بفضلٍ ومنيّةٍ منهم طالما بقي أعمى وأصم عن أفعالهم...
نصبوا حواجزهم وأبدعوا بممارسة تفتيشهم عليها...فَنالنا من حِرصهم الشديد , ثلاثة تفجيرات حصدت من الضحايا رقم لا يستهان به شهداء وجرحى...
و سهروا الليالي ,فسهرنا معهم على أصوات أسلحتهم الحامية برصاصها والحامية لنا في بيوتنا!!!!
وللأمانة أكرر قولي إنّ بعضاً منهم كان أميناً في عمله ,وحريصاً أشدَ الحرص على القيام بواجبه في حماية المنطقة والحفاظ على سلامة قاطنيها دون أي تمييز أو اختلاف...
ولكن الذي جرى في الأيام الأخيرة أن استشرت بهم الأذية وتطاولت أيديهم على بعض القاطنين ممن ليسوا هم من الطائفة العلوية فعمدوا إلى تهديدهم بالقتل إن لم يتركوا منازلهم ويغادروها على الفور ...خصوصا بعد التفجير الثالث الذي حصل بتاريخ 1/12/2012
بحجة أن هذا التفجير الهائل الذي حصل هم المتهمون الوحيدون فيه ..بناءاً على تحليلاتٍ طائفية نكراء ,وغايات شخصية انتهازية..............
لا أنسجُ لكم قصة من وحي خيالي ونتيجة لإدماني للأخبار التي أرى وأسمع.... أخبركم عن وقائع جرت على مرأى ومسمع من أغلب السكان ,وعلى رأسهم لجاننا الشعبية العتيدة ومختار حيينا الجبار ومن تيسر له من موظفين دولة ورجال دين , صمٌّ بكمٌّ عميٌّ ,كيفا وأينما أرادوا وشاؤوا....
رغم كل هذا مازلت مؤمن بأن أحدهم قادر على الإسراع بحل هذا المشكلة قبل أن تأكلنا نارها و نتحسر نادمين....
أخبركم بهذا ,لأن الوضع هنا إن لم ُيعالج ,ستؤول به الأمور كمثله في أي منطقة سلخت نفسها عن الدولة السورية وعاشت حريتها سلاحاً وخراباً وهتكاً لحياة الناس وعيشتهم...
أخبركم بهذا,لأن الحرية التي سنستيقظ عليها يوماً هنا ,ستكون بطعم البلطجية والسرقة والنهب الذي سيمارسه فينا أؤلئك القائمون على أمننا وكله بحجة حمايتنا وصون حياتنا......
أخبركم بهذا,لأني منذ عامين لم أَزُر (دوما) ولم أدخل مدينة (حرستا)...وأنا هنا كمعظم الأهالي لا نود أن نرى دمارهما وخرابهما والحياة اللاقانونية تحت رحمة المسلحين في غياب الدولة فيهما ....لا نود رؤية كل ذلك هنا في عش الورور...
أخبركم بهذا,لأننا بتنا حتى في مناطقنا ونحن المؤيدون للدولة و للوطن بحاجة لجيش عربي سوري يحمينا من اؤلئك الذين يوقدون نار الطائفية وهم عالمون بمألها فينا ومألنا بسببها ...........فهل من مجيب؟؟؟؟
أرجو حقيقة المساعدة في حل هذا الموضوع,ولملمت جراحه قبل أن تتفاقم الأمور وتعود بنتائجها على من له علاقة ومن ليس له أدنى علاقة بهذه التصرفات القذرة....
وأنا على استعداد كامل لأي تفاصيل بخصوص هذه المشكلة ,والمساعدة في حلها , شأني شأن معظم قاطني منطقتي ممن لا يكنون أي ضغينة أو كره لأي أخر وفق طائفته أومعتقده أو أصوله الدينية أو المناطقية......وشكراً
المهندس ميسم حمود