من المعروف انّ مسألة وحدة المعارضة هي من صلب استحقاق الثورة السوريّة، وإحدى شروط نجاحها، فوحدتها تعني قوة الثورة، فيما تشتتها تعني استهلاك الثورة ويضعها على سكة أخرى على غير ما يتمناه الشارع الثوري. وإذا كان تشتت المعارضة سبب في عدم التدخل القوات الغربيّة العسكريّة في سوريا، فهو سببا مباشر في تفاقم أزمة الموقف لدى القوة الثوريّة في سوريا. فالوحدة تعيد للثورة قوتها وهيبتها وتضع قيادتها (لثوريّة) أمام المسؤوليّة التاريخيّة، وانّه في حال التشتت الذي يرافق المعارضة تتوزع المسؤوليات وبالتالي لا يتحمل أحد(الطرف أو الفرد) مسؤوليّة مباشرة لتدهور حالة الثورة، وانّ لهذا التدهور تداعيات أهمها انّ النظام يصبح قوياً ومناطحاً لكل الوضع الذي يساهم في حلحلة الأزمة خدمة للثورة.
في حين ينتظر الشارع السوريّ من كل القوى الثورية والديمقراطيّة المعارضة لتوحيد صفوفها، وان تتفق على برنامج الحد الأدنى وعلى ان تكون هي الممثلة الشرعيّة للشارع الثوري السوري الذي ما فتى وأصبح كالثائر القتيل ينزف دماً نتيجة الأنانيّة التي تتحكم بسلوك المعارضة؟!
من المنطقي ان يتحجج الفاعلون الدوليون بانّ المعارضة مشتتة، وبالتالي ليس من المنطقي ان تفكر بدلاً عن المعارضة. ولكن دعنا مما يقوله الفاعلون الدوليون ، فانّ الهم يجب ان لا تنصب في مطلب التدخل بقدر ما ان تنصب في توحيد المعارضة وذلك لرسم خطاب واقعي منسجم مع مكونات الثورة ويحدد ملامح سوريا كانّ تقول للمجتمع الدولي انّ مطلبنا في التدخل ليس لهدم النظام السياسي والأمني فحسب ، انّما نضيف إلى وظيفتك وظيفة أخرى هو ان تقوم أنت يا فاعل الدولي ان تتدخل في تأسيس معارضة أخرى .معارضة تعمل لصالح الأطراف الدوليّة، والإقليميّة ، وتحقق تطلعاتها وتؤمن لها مصالحها أيضاً.
ومن هنا نؤكد انّ توحيد المعارضة استحقاق وطنيّ وثوريّ قبل ان يكون استحقاقاً لإكمال شروط بيئة للتدخل الخارجي العسكري. لأن بالأساس التدخل السياسي والدبلوماسي موغل في السياسة السوريّة ومن قبل كل الأطراف إلى درجة صارت أفقاً للصراع الدولي على سوريا.