مقال سيريا بوليتيك

  • وداعا سوريا.. لا يوجد شاغر في "حفلة التنكّر" المستمرّة !

    14 مايو 2012 - 7:43 PM : هيئة التحرير
  • كان الناس يسهرون الى ما بعد منتصف الليل، وأفراد أي عائلة - من ذكور وإناث- يخرجون في أي وقت ويرجعون بسلام.
    اليوم، هناك من يخرج من منزله ولا يعود لانه اختطف او قتل برصاصة او سيارة مفخخة؛
    اليوم، اصبح انتماء السوري إلى مذهب معين يعرض حياته للخطر؛
    اليوم، قسم كبير من السوريين يتم تكفيره وتخوينه لأنه من أغلبية صامتة؛
    اليوم، العضو الجديد في مجلس الشعب هو نفسه الذي كنا نشاهده في المجلس منذ عقود وكأن البلاد لا يوجد فيها أزمة تستحق برلمانا جديدا كليا؛
    اليوم ينخفض احتياطي سوريا من النقد دون ان يفكر احد من معارضة او حكومة بمصير البلاد اذا أفلست وصرنا مثل جيبوتي والصومال؛

    اليوم، ورغم كل المآسي، التي تتطلب من الجميع التعالي فوق الجراح، من أجل سوريا، وسوريا فقط، نشهد أكبر "حفلة تنكر" في تاريخ سوريا.
    الكل يرقص مع الكل مقنّعين ولا يرضى أحد فيهم أن ينزع قناعه ويكشف للجمهور عن وجهه ويعترف بأنه يرقص مع نقيضه وظاهرا يدّعي معاداته، فالكل أبطال ويملكون سيوفا هي في الواقع سيوف من خشب !

    المجلس الوطني يريد تطبيق الفصل السابع ويرفض الحوار مع النظام؛
    هيئة التنسيق تريد اللاءات الثلاثة ومنها رفض التدخل الخارجي ولا حوار مع السلطة إلا بشروط كثيرة؛
    والحكومة لا تزال تطعم السوريين "وجبات تحليل سياسي" يعدّها إخواننا اللبنانيون؛
    وتيار بناء الدولة يريد مؤتمرا في الداخل للجميع؛
    وائتلاف التغيير السلمي لا يعارض الحوار مع السلطة؛
    والمنبر الديمقراطي يريد إحقاق المعجزة: جمع جميع المتناقضات أعلاه !
    وهناك من لا يكثرت بكل الفصائل والأحزاب أعلاه ويهمه فقط "الجهاد" و"الدماء" من أجل "أرض الشام" وليس من أجل سوريا الديمقراطية المدنية!

    الكل مع الحوار، والكل يقول أنه يناضل من أجل سوريا المستقبل، ولكنهم لا يجلسون مع بعضهم البعض إلا بمعجزة تجبرهم على ذلك، فكيف نجبرهم على الجلوس مع بعضهم لوقف نزيف الوطن ؟ أن نعطي كل طرف فيهم قناعا يرتديه، وليجلسوا على طاولة واحدة مقنّعين، وعندئذ لن يشعروا بالحرج والضيق أبدا لأنهم لن يعرفوا إلى من يتحدثون ومن يخاطبون !

    إذن، نحتاج إلى حفلة تنكر كبيرة لإنقاذ سوريا، وبالواقع نحن نعيش في حفلة تنكر ولكن مع فارق بسيط أن كل جهة لديها قناعها ولكن لا توجد طاولة تجمع كل المقنعين.

    وداعا سوريا.. لا يوجد شاغر في "حفلة التنكّر" المستمرّة !

     

     



مقال سيريا بوليتيك

تابعونا