مع انتشار خبر "التنقلات" الأمنية في سوريا في جميع وسائل الإعلام، امتنع موقع "سيريا بوليتيك" عن نشرها حتى يدقّق المعلومات، ولكي يقدم لقرائه المعلومات الدقيقة، وقبل الدخول في المعلومات الدقيقة، نقدم للقراء عينة من بعض وسائل الاعلام التي قدمت معلومات خاطئة حول هذه التنقلات الأمنية:
- خبر وكالات الأنباء الفرنسية (أ ف ب): وتم الثلاثاء تعيين اللواء علي مملوك مديرا لمكتب الامن الوطني في سوريا، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.
وقال المصدر ان "اللواء علي مملوك الذي كان مديرا لامن الدولة اصبح رئيسا لمكتب الامن الوطني برتبة وزير، وهو يشرف على كل الاجهزة الامنية، ويتبع مباشرة لرئيس الجمهورية".
كما تم تعيين اللواء رستم غزالة الذي كان مدير فرع دمشق للامن العسكري، رئيسا للامن السياسي، وديب زيتون الذي كان في الامن السياسي رئيسا لادارة امن الدولة.
وعين رفيق شحادة الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية في محافظة حمص، رئيسا للمخابرات العامة، وعبد الفتاح قدسية الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية نائبا لعلي مملوك.
تعليق سيريا بوليتيك: الوكالة الفرنسية نقلت عن مصدرها أن رفيق شحادة أصبح رئيسا لجهاز المخابرات العامة، وديب زيتون رئيسا لجهاز أمن الدولة، علما أن "المخابرات العامة" هي نفسها "امن الدولة"، ومن غير المعقول أن يتم تعيين رئيسين لجهاز واحد، وبالتالي المعلومة غير صحيحة.
- خبر قناة "الميادين": أفادت قناة "الميادين" عن تعيين اللواء ديب زيتون رئيسا لجهاز المخابرات السورية العامة وتعيين اللواء رفيق شحادة رئيسا لشعبة الامن العسكري، واللواء رستم غزالي رئيسا لشعبة الامن السياسي، وتعيين اللواء علي مملوك رئيسا لمكتب الامن القومي السوري واللواء عبدالفتاح قدسية نائبا لرئيس الامن القومي، واللواء علي يونس رئيسا للمخابرات العسكرية.
تعليق "سيريا بوليتيك": قالت قناة الميادين إنه تم تعيين اللواء رفيق شحادة رئيسا لشعبة الأمن العسكري، واللواء علي يونس رئيسا للمخابرات العسكرية، ومن يقرأ هذا الخبر يعتقد أنه يوجد جهازان للمخابرات العسكرية في سوريا، علما أن شعبة الأمن العسكري هي نفسها المخابرات العسكرية.
المعلومات الدقيقة حول التنقلات
وصلت معلومات إلى القسم السياسي والاستراتيجي في "سيريا بوليتيك" تقول إنه "على الأرجح أن اللواء رفيق شحادة هو من تم تعيينه رئيسا لشعبة المخابرات العسكرية وليس اللواء علي يونس".
يذكر أن اللواء يونس كان يشغل في السنوات الماضية منصب "أحد مساعدي رئيس شعبة المخابرات العسكرية" كونه كان رئيسا لفرع الضباط التابع للشعبة والمعروف بالفرع( 1/293)".
وعادة يخلط جميع المتحدثين والمتابعين للشؤون السورية، بين هذا الفرع (فرع الضباط) والفرع الآخر المعروف باسم فرع أمن القوات (293) والذي كان يرأسه آصف شوكت قبل رئاسته لشعبة المخابرات العسكرية ومن ثم نقله إلى رئاسة الأركان ووزراة الدفاع. (تنويه: عندما تم نقل شوكت منذ عدة سنوات منذ شعبة المخابرات العسكرية إلى منصب آخر هو نائب رئيس الأركان توقع المتابعون أن يكون ذلك تهميشا له، وبالواقع لم يكن الأمر كذلك، وهذه قصة قد نشير لها ونكشف بعض تفاصيلها في سياق تقرير آخر).
وأما اللواء رفيق شحادة، فقد كان ضابطا سابقا في جهاز أمن الحرس الجمهوري، ثم عمل لفترة كرئيس لفرع المدينة (فرع دمشق) في إدارة الأمن السياسي، قبل تتم إعادته إلى الحرس الجمهوري، وهنا معلومات غير مؤكدة "تشير إلى أن تولى فرع الضباط لفترة قبل أن يتولى منصب رئيس شعبة المخابرات العسكرية، وخلالها لم يكن اللواء يونس رئيسا لفرع الضباط وإنما كان يحتفظ بمنصب مساعد رئيس الشعبة بدون أي منصب آخر إلى تم نقله إلى المقر العام".
مدلولات التنقلات الأمنية
معظم وسائل الإعلام أشار إلى أن هذه التنقلات جاءت بعد ما يسمى "تفجير مكتب الأمن القومي" وبسبب مقتل عدد من الضباط الكبار في ذلك التفجير، وهنا تشير المعلومات الخاصة بـ"سيريا بوليتيك" إلى أن " على الأرجح التنقلات لا علاقة لها بموضوع مكتب الأمن القومي فمن قتل في المكتب لا علاقة لهم برئاسة الأجهزة الأربعة، وجميعهم ليسوا من أجهزة المخابرات، بل كل منهم يشغل منصبا عسكريا وليس أمنيا، وأما هشام اختيار فقط كان ضابطا سابقا في الأجهزة الأمنية".
وتضيف المعلومات أن "التنقلات التي حصلت أبرز ما فيها هو تعيين ضابط من الحرس الجمهوري (رفيق شحادة) على رأس شعبة المخابرات العسكرية، وتعيين ضابط من المخابرات العسكرية على رأس جهاز المخابرات العامة (أمن الدولة) وهو اللواء ديب زيتون الذي كان رئيسا لإدارة الأمن السياسي ولكن في الواقع هو كان ضابطا في المخابرات العسكرية (فرع المنطقة) قبل نقله إلى الأمن السياسي، في سياق إجراءات كان تتم زمن اللواء شوكت وهي رفد أجهزة وزارة الداخلية ومنها الأمن السياسي بضباط من المخابرات العسكرية".