منذ بداية الأزمة السورية، لم يحصل أن سبق مصدر رسمي سوري، وسائل الإعلام – سواء كانت عربية أو عالمية- وتحدث عن انشقاق شخص ما، ولم يحصل أن صرح عبر مواقع مقربة من السلطات السورية أن شخصا ما قد "انشق" أو "قام بالفرار" من البلاد، إلا مرة واحدة وهي في حالة "العميد مناف طلاس"، لكن ليس عبر بيان رسمي.
لم يصدر بيان رسمي عن جهة عسكرية أو سياسية وقامت بنشره "سانا"، كما حصل عندما انشق طيار سوري إلى الأردن، ولكن أساس خبر انشقاق مناف طلاس كان خبرا من عدة أسطر جاء في موقع مقرب من السلطات السورية قال إن "مصدر أمنيا أكد له فرار العميد المناف", ولكن دون أن يصدر أي بيان رسمي عن قيادة الجيش، أو "مصدر مسؤول" يصرح لـ"سانا" كما درجت العادة.
لم تبق وكالة أنباء إلا ونقلت الخبر عن "الموقع السوري"، ولم تبق صحيفة في العالم ومحطة فضائية إلا وكتبت ونشرت عن القضية وبعضها راح يزعم قصته الخاصة عن مناف أو دور شقيقته السيدة ناهد عجة طلاس في عملية "الإنشقاق"، ويسردها وتنقل عنه صحف عربية.
إلا أن مناف طلاس لم يظهر، ولم يصدر عنه أي بيان، كذلك لم يظهر شخص من عائلته ويؤكد أنه انشق بلغة صريحة.
ومن الأسئلة المحيطة بعملية "الإنشقاق": إذا كان مناف طلاس خلال الفترة الماضية تحت رقابة دائمة في منزله بدمشق، كيف تمكن من الخروج من منزله وقطع مسافة طويلة من جنوب سوريا إلى شمالها ومن ثم دخول تركيا بعيدا عن أعين النظام ؟ ولماذا قرر الذهاب إلى تركيا وليس الأردن؟
هناك لغز كبير يحيط بعملية انشقاق العميد طلاس، ومما لا شك فيه أن وسائل الإعلام أصبحت تتعامل مع أي خبر قادم من سوريا على أنه حقيقة لا تشوبها شائبة، ولكن بعد قصة "تسميم المسؤولين الستة" أصبح المراقب يضع خطا تحت أي خبر آخر ويفكر به مليا قبل تصديقه.
التقرير من إعداد القسم السياسي والاستراتيجي في "سيريا بوليتيك"، وقد أراد القسم الكشف عن معلومات "صادمة" و"مفاجئة" في التقرير حول هذه القضية، ولكن تم تأجيلها إلى وقت آخر قريب.