خلال ساعات قليلة انتشر خبر في وكالات الأنباء من مكاتبها في تركيا، بعد حديث الرئيس السوري لصحيفة "جمهورييت" التركية، وتناقل معظم وسائل الإعلام العربية الخبر تحت العنوان التالي مكررة جملة واحدة وهي "أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن أسفه لإسقاط قواته مقاتلة تركية"، والتي جاءت ضمن سياق نصوص أخبارها بمعنى "ندمه على ما جرى" وهو ما عبرت عنه فضائيات خلال توجيه أسئلة لضيوفها.
وبالعودة إلى النص التركي الأصلي للصحيفة يتبين أن الأسد لم ينطلق بكلمة "أسف" خلال الحوار، حتى أن كلمة اعتذار قالها في سياق افتراضي مستقبلي بمعنى "أنه تم تقديم دلائل أنه الطائرة أسطقت فوق المياه الإقليمية سنقدم اعتذارا للشعب التركي"، وجاءت جملته هذه بعد سلسلة من الجمل التي قالها الأسد وأكد فيها أن الطائرة أسقطت في المجال الجوي السوري.
وشرح الأسد أن الطائرة كانت تطير على ارتفاع منخض في نفس الممر الجوي الذي سبق ودخلته طائرات اسرائيلية، ولذلك لم يتم رصدها من قبل الرادار كما أن الجانب التركي لم يبلغ الجانب السوري عن طائرات تركية قد تقترب من المياه السورية، ولاحقا بعد سقوط الطائرة وحديث الجانب التركي عن فقدانها حتتى عرفنا أنها الطائرة التي تم إسقاطها هي تركية، وكنت أتمنى لو لم يتم إسقاط الطائرة.
"بي بي سي" عربي كانت وسيلة الإعلام العربية الوحيدة التي نقلت الترجمة الدقيقة لنصوص الوكالات الصادرة من تركيا باللغة الإنجليزية، رغم أن هذه النصوص لم تكن دقيقة تماما، وجاء في بي بي سي:
الأسد: أتمنى لو أننا لم نسقط الطائرة التركية. "نقل عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إنه لم يكن يتمنى أبدا إسقاط الطائرة الحربية التركية بعد دخولها المجال الجوي السوري منذ أيام".
وفي مقابلة مع صحيفة جمهوريت التركية، قال الأسد إن الطائرة كانت تحلق في منطقة استخدمت سابقا من حانب القوات الجوية الإسرائيلية.
متابعة القسم السياسي والاستراتيجي في سيريا بوليتيك، مع الإشارة إلى أن نشر هذا التقرير ليس دفاعا عن الرئيس السوري، أو النظام السوري، وإنما جزء من جهد الموقع في متابعة ورصد كل ما ينشر في وسائل الإعلام حول الملف السوري، سواء تلك التقارير التي تقف في صف النظام، أو ضده، وتحديدا التقارير التي تحمل معلومات غير دقيقة في الشؤون السورية.