سـياسة واســتراتيجي

  • خبير عسكري يشكّك أن تكون الطائرة الهاربة ميغ 21..فهل هي أسرار الميغ 35 ؟

    21 يونيو 2012 - 8:14 PM : خاص ، سيريا بوليتيك
  • ميغ 35 هل هي الطائرة الهاربة ؟
  • في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع السورية أن العقيد الطيار "حسين مرعي حمادة" فر من الخدمة العسكرية ووصفته بـ"الخائن"، عقب النزول بطائرته في مطار أردني، قالت الحكومة الأردنية إنها وافقت على منحه اللجوء السياسي وقالت وسائل الإعلام إنها أول حال انشقاق لطيار بطائرته. وكانت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" قالت في وقت مبكر من صباح اليوم أنه فقد الاتصال بطائرة "ميغ 21" كانت تحلق في طلعات تدريبية جنوب سوريا، كما ذكرت جميع وسائل الإعلام أن الطائرة هي ميغ 21. يشار إلى أن بيان وزارة الدفاع السورية شدد على موضوع استرداد الطائرة - وليس الطيار- من الحكومة الأردنية.

    ووفق أحد الخبراء "فإن الطيار لو كانت غايته الرئيسية هي الانشقاق السياسي واتخاذ موقف معارض ضد النظام السوري لكان أقدم على التوجه بطائرته نحو القصر الرئاسي، وحتى لو لم ينجح بضرب القصر لكان أدى إلى فضيحة كبيرة ضد النظام، لكنه لم يفعل ذلك وهو ما يثير الشكوك بأن تكون غاية الهروب بالطائرة أشياء لم تضح بعد والأيام والمستقبل القريب قد يفسرها".

    إلى ذلك، قال خبير عسكري من القسم السياسي والاستراتيجي في "سيريا بوليتيك" إن أكثر ما لفت انتباهه في عملية هبوط طائرة سورية عسكرية في قاعدة المفرق الأردنية قول جميع وسائل الإعلام فضلا عن ناطقين رسميين أن الطائرة هي "ميغ 21" ، مشيرا إلى أن هذا "الكلام مثير للسخرية من الناحية العسكرية ولم يكن ينقص الضحك على عقولنا العسكرية إلا القول بأن طائرة ميغ 21 يمكنها أن تجوب العالم دون توقف أو طائرة تطير بدون وقود". وقال " يمكن أن يكون هذا الكلام صحيحا لو لو طائرة ميغ 21 هي مصنعة حديثة وخارجة للتو من المصنع، ولكن هي طائرة قديمة جدا تعود لعقود غابرة كما أنها اعتراضية وليست قاذفة أو هجومية، كما أنها شبه خارجة من الخدمة والبعض يطلق عليها ساخرا ( هوب- هوب 21) مقارنة إياها بحافلات الهوب-الهوب القديمة في سوريا، فأيام عز هذه المقاتلة انتهت".

    وكشف الخبير العسكري قائلا "كان لهذه الطائرة أيام قوتها منذ عقود عديدة، وأما اليوم فهي طائرة تشكو من الكثير من العيوب والمشاكل وتحتاج لصيانة دائمة، وفي نهاية التسعينات وفي بداية القرن الجديد تكررت حوادثها في سوريا خلال طلعات التدريب حيث أدت إلى استشهاد عدد من الطيارين بعد سقوط طائراتهم نتيجة الخلل الفني، وهو ما دفع قيادة الجيش لإخراج هذه الطائرة ليس من وظيفتها القتالية فحسب ومن معظم أعمال التدريب، حيث اقتصرت حالات التدريب على السماح بها شريطة عدم طيرانها أكثر من 25 كم أو التدريب على الاقلاع والهبوط.. ومؤخرا رأينا أشرطة للجيش الحر وهم يقصفون طائرات من هذا النوع في مطارات شمال سوريا وكانت بدون حماية لسبب بسيط أنها خارج الخدمة ومجرد هيكل معدني".

    وأضاف الخبير " لست متأكدا تماما من جزئية إخراجها تماما من التدريب، ولكن ما أعرفه هو أنه حتى التدريب على هذا النوع من الطائرات قد توقف في السنوات القليلة الماضية وكذلك لم يسمح بالاقلاع والهبوط بها بعد أن تسببت باستشهاد أحد أمهر طياري سلاح الجو السوري العقيد م.م (الصورة أدناه) الذي كان يقود الطائرة نحو الأعلى ثم الهبوط بها وقبل الوصول للأرض يعود ويحلق وهي حركة فنية يقوم بها طيارون مهرة، إلا أن ما حصل هو أنه حاول مرة أخرى إعادة الطائرة للتحليق قبل وصولها للأرض ولكنها لم تستجب له فارتطمت في الأرض وانفجرت وأدت إلى استشهاده".

    العقيد الطيار م.م من اللاذقية الذي ورد ذكره في الخبر أعلاه

     

    وقال الخبير: هناك من قال إن الطيار أقلع من مطار خلخلة (رقم 1 في الصورة) وهو مطار يقع شمال السويداء، ولكن لم ينتبه أحد إلى أن المسافة بين هذا المطار وقاعدة المفرق الأردنية (رقم 3 في الصورة) هي ما بين 90 إلى 100 كم. وهناك من قال أنه اقلع من مطار "الثعلة" (رقم 2 في الصورة) الذي يقع جنوب السويداء، وايضا لم ينتبه أحد إلى أحد المسافة بين هذا المطار وقاعدة المفرق لا تقل عن 60 كم. ( انظر الخارطة أدناه والتي توضح المسافة بين المطارات السورية المذكورة وقاعدة المفرق في الأردن).

    وقال الخبير: "لو كانت الغاية هي الإنشقاق عن النظام لسبب سياسي هو موقف الطيار وغضبه من ممارسات النظام في جو مشحون من معارضة غاضبة من النظام لكان الطيار اتجه بطائرته نحو القصر الرئاسي مثلا حتى لو لم ينجح بتوجيه ضربة له كان على الاقل فجر فضيحة كبيرة وهي حصول هجوم جوي على القصر الرئاسي، ولكن طالما هو لم يهاجم أي مقر تابع للنظام، وقرر الهروب بالطائرة فهذا يضع تساؤلات كبيرة حول أسباب هذا الهروب وفيما إذا مرتبطا بأنها طائرة ميغ 35 الجديدة التي يقال إن سوريا حصلت عليها مؤخرا".

    ويقول الخبير: منذ 2008 قرأنا عن صفقة سورية روسية لشراء طائرات ميغ 35 الجديدة وهي نوعان بمقعد واحد وبمقعدين ( ميج 35 دي)، وقد ظهرت بشكل مفتوح لأول مرة في معرض جوي في الهند عام 2007. وهذه الطائرة تثير شهية عدد من الدول الكبرى الراغبة باكتشاف أسرارها لجهة أنها توصف بأنها مماثلة لطائرة إف 35 الأمريكية. ( أدناه صورة ميغ 35).

    يذكر أن عادة الهروب بطائرات روسية جديدة تُباع لدول في المنطقة، وذلك بقصد كشف أسرار تصنيع هذه الطائرات، ليس أمرا جديدا، فقد سبق أن قام بذلك طيار عراقي (منير ردفا) عندما هرب بطائرة ميغ إلى إسرائيل عام 1966، كما هرب الطيار السوري بسام العدل بطائرة ميغ أيضا إلى إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي.

    ويشدد الخبير العسكري على "أن ما قاله عن طائرة الميغ 21 وحالتها تحدث به من واقع معلوماته وخبرته، ولكن قصة الهروب بطائرة متطورة لكشف أسرار صناعتها هو تحليل سياسي- عسكري قد يصيب وقد يخطئ". وقال إنه "لا يتهم إطلاقا أي دولة عربية بذلك، ولكن تحليله يقول أنه ربما كان هناك تنسيق مسبق بين الطيار والمعارضة السورية وجهات غربية لتحقيق هذا السيناريو، والأردن كما هو واضح لم يتدخل في شؤون الملف السوري كما أنها يعتقل مقاتلين سلفيين يحاولون الذهاب للقتال في سوريا".

    وقال "عرض الطائرة الهاربة ينهي جميع التحليلات والنظريات".

    وأخيرا، تبقى الإشارة إلى صفحة الفيسبوك كانت حافلة بالتعليق على هذه الحادثة، ومن أظرف التعليقات ما كتبه الصحفي الحلبي عبدالله عبدالوهاب قائلا :"لا يكون الطيار المنشق مفكر الطيارة لبشار الأسد ..".


     



مقال سيريا بوليتيك

أكثر الأخبار قراءة

تابعونا