أخــبار وأســرار

  • 4 "أخطاء قاتلة" في بيان زعم قتل مسؤوليين سوريين بارزين..وضحيته الفضائيات

    20 مايو 2012 - 5:43 PM : سيريا بوليتيك
  • في صباح اليوم الأحد، 20-5-2012، استيقظ السوريون على خبر عاجل بثته فضائيات عربية مفاده مقتل 6 من كبار المسؤولين في النظام السوري – وهو ما يعني سياسيا شبه سقوط للنظام-، وذلك عبر شريط فيديو لـ"كتيبة الصحابة" التابعة للجيش الحر، قام بقراءته ضابط برتبة ملازم أول زعم أنه تم قتل أعضاء خلية الأزمة في سوريا وهم حرفيا – كما ذكرهم- :آصف شوكت مدير المخابرات العامة، محمد الشعار وزير الداخلية، داوود راجحة وزير الدفاع، حسن تركماني رئيس الخلية ونائب فاروق الشرع، اللواء هشام البختيار رئيس فرع الأمن القومي، محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد للحزب.

    "سيريا بوليتيك" وضع هذا الشريط بين يدي أحد الخبراء المتعاونين معه، فكان رده أن الشريط تضمن أربعة "أخطاء قاتلة" تثبت أنه غير صحيح :

    أولا: آصف شوكت ليس مديرا لجهاز المخابرات العامة ولم يخدم فيه يوما، وإنما كان ضابطا سابقا في المخابرات العسكرية قبل أن يصبح نائبا لرئيس الأركان ثم نائبا لوزير الدفاع، وأما مدير المخابرات العامة فهو اللواء علي مملوك؛
    ثانيا: حسن تركماني ليس نائبا لفاروق الشرع، وإنما يعمل كمعاون لنائب رئيس الجمهورية من جملة معاونِين آخرين؛
    ثالثا: اللواء هشام البختيار (اسم الصحيح هشام الاخيتار)، ولا يوجد في سوريا شئ اسمه "فرع الأمن القومي"، وإنما مكتب الأمن القومي، والفارق بين الاثنين كبير جدا لأن الفرع يتبع لجهاز أمني كبير بينما مكتب الأمن القومي لا يتبع لأي جهاز أخر؛
    رابعا: لو أن الجيش الحر فعلا تمكن من قتل هذه الشخصيات البارزة في النظام السوري والتي تشكل أركانا رئيسية فيه ما كان يترك الاعلان عن العملية لضابط برتبة ملازم أول، وغير معروف، ولكان رياض الاسعد خرج في مؤتمر صحفي وأعلن ذلك، وليس عبر ضابط برتبة صغيرة ومن خلال شريط فيديو لدقيقة واحدة تم نشره على اليوتيوب.

    وقال الخبير "أن يخرج ضابط ويقول إن أصف شوكت مدير للمخابرات العامة، وأن مكتب الأمن القومي هو فرع أمني، هو فضيحة كبيرة تجعلنا نشك بأن يكون هؤلاء الذين ينشرون هذه الأشرطة هم فعلا ضباط سابقون في الجيش".

    واللافت – بنظر بعض العالمين بأدق تفاصيل وأسرار الملف السوري- أن الفضائيات العربية تلقت الشريط وبثته خبرا عاجلا، فيما قامت فضائيات أخرى بذكر النفي الرسمي من باب قولها العمل وفق منطق "الرأي والرأي الآخر"، مضيفا " إلا أن ما بثه الجيش الحر عبر كتيبة الصحابة لم يكن رأيا أو بيانا عاديا، إنه فيديو يتبنى قتل بعض أبرز أركان النظام السوري وبالتالي وقعت هذه الفضائيات في خطأ مهني وصحفي قاتل عندما بثت خبرا من هذا النوع لا تتوفر فيه أقل شروط المصداقية".

    وأوضح " إن الفيديو وكأنه قال تقريبا إن النظام السوري سقط.. فكيف تنشر فضائيات عربية زعما بهذا الوزن والحجم وكأنه حقيقة واقعة". وقال " نسمع دائما وكثيرا عن اتهام المعارضة السورية للإعلام السوري بأن غير مهني وكاذب منذ عقود طويلة، إلا أن الإعلام السوري يبقى إعلاما رسميا حكوميا، وليس مبررا لفضائيات عربية أن تبرر بثها هذا الخبر بأن النظام السوري سبق وبث أكاذيب كثيرة .. لأن هذه الفضائيات تصف نفسها بالخاصة والمستقلة فكيف تقع في أخطاء الإعلام السوري.. للأسف لقد كانت فضائيات عربية اليوم نسخة أقل تطورا من الإعلام الرسمي السوري صاحب السمعة السيئة.. وهل كلما خرج شخص بشريط فيديو وتبنى فيه قتل شخصية كبيرة ستقوم الفضائيات ببثه دون التحقق منه أو على الأقل أن تشير إلى أنها لا تتبناه لكي لا تتحول إلى ضحية ساذجة".

    وقال "اللافت أكثر أيضا هو تبني الخبر من قبل معارضين سياسيين بدلا من نفيه والتبرأ من هكذا تصرفات لا تخدم المعارضة، حيث سارع ضباط في الجيش الحر وغيره ومعارضون لتبني وتأكيد الخبر وغيره من الأخبار مثل هروب رئيس الجمهورية إلى قاعدة روسية في طرطوس، وقد وضع بعضهم مبررات غريبة من قبيل أن النظام يكذب ولذلك يجب أن نحاربه بالكذب، وهو ليس مبررا مقنعا أبدا لكل شخص يدعي أن يناضل من أجل مستقبل سوريا".

    ويشير "سيريا بوليتيك" – نقلا عن الخبير ذاته- قوله إن "الإعلام يردد بعض أسماء المسؤولين السوريين على أنهم أعضاء أطلق عليها الاعلام اسم خلية إدارة الأزمة في سوريا، ومن غير المعروف مصدر هذا الخطأ السياسي الذي انطلى على كل الإعلام للأسف".

    وهمس الخبير – العارف بأسرار الملف السوري- لموقعنا ضاربا مثلا على كلامه أعلاه "لا أريد أن أتحدث كثيرا عن هذا الأمر.. ولكن آصف شوكت ليس عضوا في اي خلية أزمة في سوريا، ولو كان عضوا لكانت تغيرت أمور كثيرة في البلاد على نحو مثير – بصرف النظر عن طبيعة وشكل وصفة هذا التغيرات، ونحن هنا نحلل ونتحدث استراتيجيا بناء على تحليلنا لشخصية وملفات المسؤولين اعتمادا على المعلومات الخاصة التي نملكها".

    وقال "بالمناسبة.. هناك أسماء لمسؤولين كبار لا يعرفها الاعلام حتى اليوم ولن يعرفها .. وفي الماضي مثلا متى سمع الإعلام العربي بالعميد محمد سليمان ؟ أليس بعد مقتله ؟.. وقبل ذلك لم يسمع به الشارع السوري، وبعد مقتله عرف الناس أنه كان شخصية كبيرة في النظام".


     

     

     



مقال سيريا بوليتيك

أكثر الأخبار قراءة

تابعونا