الحرب الدائرة في سوريا ستحرق الأخضر واليابس! هذا ما صرح به الأخضر الإبراهيمي في إحدى تصريحاته حول سوريا, وبل يستطيع القول إن هذه الحرب ستحرق مبادرته" الإبراهيمي" نفسها كما أحرقت كل أوراق كوفي انان ,المبعوث الدولي العربي المشترك السابق.
قرابة شهر ونيف يحاول الرجل الدبلوماسي العجوز إيجاد بصيص أمل أو ثغرة كثقب إبرة, يدخل من خلالها إلى حلبة الصراع , ويرفع الراية البيضاء إيذانا بوقف الاقتتال الدائر, ووقف نزيف الدم ,فالرجل حاول طرح فكرة إرسال - حفنة- من قوات حفظ السلام الدولية "قبعات الزرق", جاءت الصفعة قوية وسريعة من رأس دبلوماسية قيصر روسيا, فسدت الطريق.
منذ بداية الأزمة, في آذار2011,وحتى هذه اللحظة يعيش السوريون وقضيتهم حالة دراماتيكية خارجة عن المألوف, أصبحت القضية السورية تتصدر الأحداث في العالم, نتيجة حجم الدمار الهائل في المدن السورية, والفظائع التي تحصل بحق الأبرياء المدنيين, فشردت الملايين منهم نحو الداخل والخارج, في دول الجوار, وحتى البحث عن أماكن إيواء في الجزر اليونانية ومقاطعات ألمانية.
لقد خرجت "الثورة "السورية من إطارها السلمي الحضاري المدني بعد ثمانية أشهر من بداية الاحتجاجات, وتحولت إلى تمرد عسكري واسع النطاق, فانكمش حجم المظاهرات والاحتجاجات السلمية في معظم المناطق والبلدات, والتزمت جميع الشرائح المدينية بيوتها أو هاجرت.
الآن, إن الذي يحصل في سوريا, لم يعد صراعاً داخلياً,إنما تحول الصراع من – الصراع في سوريا- إلى, الصراع على سوريا.
لقد تشابكت القوى الداخلية والخارجية في هذا الصراع وتبلورت على شكل محورين أساسيين, يتسمان بصيغة طائفية شكلاً ولها محتوى اقتصادي مصالحي مضموناً.
إن الحروب, عندما تصطبغ بصبغة الدين وتشعبا ته, تصبح معقدة كشبكة خيوط العنكبوت,فالناس"رعاع الناس "مستعدون أن ينزلوا إلى الميادين "قاتلين أو مقتولين "ولا يأبهون بالآخر, بقدر اهتمامهم ب"الآخرة "وبل يعلنون الحرب على كل من ليس معهم.
المظاهرات المليونية ستصبح وتبقى ذكرى جميلة لدى السوريين الأحرار-إن بقي سوريون!
محمود خليل
قامشلو 18/10/2012