حملت حادثة إسقاط طائرة تركية عسكرية قبالة السواحل السورية بعض التفاصيل التي لم تلتفت إليها وسائل الإعلام، وهي حصول إصرار من قبل المقاتلات التركية على العبور إلى الأراضي السورية وقد اختارت يوم الجمعة للقيام بهذه المهمة، كما يقول أحد الخبراء العسكريين في حديث خاص مع "موقع سيريا بوليتيك"، علما أن الموقع لا يتبنى ما سيورده الخبير العسكري من معلومات وتحليل عسكري.
ووفق الخبير العسكري فإن التقارير الإخبارية أوردت أن طائرتين قدمتا للمرة الأولة وتصدت لهما مضادات كتيبة المدفعية الساحلية التابعة للقوى البحرية، إلا أن الطائرتين قررتا العودة مجددا فاصيبت طائرة وعادت الأخرى، وبعد قليل عادت طائرة استطلاع قبالة الساحل دون أن تقترب كثيرا من منطقة كتيبة المدفعية.
ويرى الخبير أن " هذا يشير إلى إصرار المقاتلين على العبور من المنطقة، وهو إصرار غريب ولافت"، مضيفا "الغريب أيضا اختيار يوم الجمعة للقيام بهذه المهمة العسكرية وذلك وسط تكهنات لي ولأشخاص غيري، فضلا عن معلومات شحيحة، تفيد أنه ربما تكون جهات ما في المعارضة زودت الجانب التركي بمعلومات بأن الرئيس السوري يقضي عطلة نهاية الأسبوع في القصر الرئاسي في منطقة (الشبطلية)، وهم أرادوا الوصول إلى منطقة القصر ربما لإيصال رسالة معينة إلى النظام".
وأضاف الخبير " إذا صحت هذه المعلومات، يمكن القول أنه كان بإمكان المقاتلات التركية الوصول إلى القصر الرئاسي بشكل مباشر باعتبار القصر في منطقة تطل على البحر، إلا أنه يبدو أن الخطة كانت الدخول من المنطقة الشمالية والالتفاف ثم الوصول إلى القصر بشكل مباغت من منطقة أخرى غير الساحل، فيما يبدو أن أصحاب الخطة لديهم معلومات أن الدخول مباشرة من منطقة مقابلة للقصر قد يبدو خطيرا نظرا لأن من زودهم بمعلومات قضاء الرئيس عطلة نهاية الأسبوع في القصر، زودهم أيضا بمعلومات حول وجود صواريخ دفاع جوي (تم وضعها منذ سنتين) على تلال ليست بالبعيدة عن القصر أو أن الأقمار الصناعية ساعدتهم بذلك فقرروا الدخول عبر منطقة لا توجد فيها صواريخ، إلا أن الرد السريع من الجانب السوري كان مفاجئا خاصة لجهة أنه من أسلحة غير صاروخية وهو ما قد يكون سبب تضارب التصريحات التركية عقب حصول الحادثة".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها جهات معارضة مهاجمة المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي في ( الشبطلية)، حيث حصل هجوم، منذ عدة أشهر، قام به عدد من المجموعات المسلحة استخدموا زوراق بحرية وهاجموا قطعة عسكرية للجيش السوري في منطقة "الشامية" بالقرب من شاليهات الرائد العربي ( بعيدة نسبيا عن قصر الشبطلية)، فرد الجيش السوري عليها وتدخلت زوراق تابعة للبحرية السورية، فيما قالت أطراف المعارضة السورية آنذاك أنها "انشقاق في محيط القصر" وهو ما تبين لاحقا أنه غير دقيق.