مقال سيريا بوليتيك

  • معاذ الخطيب .. إمام جامع !

    12 نوفمبر 2012 - 07:50 م : هيئة التحرير
  • بعد انتخاب الشيخ معاذ الخطيب رئيسا لهيئة سورية معارضة جديدة، ناله ما ناله من الجمهورين في سوريا.

    الطرف الأول سخر من كون أن المعارضة يقودها إمام جامع.

    لا نعرف أين المشكلة إذا كان الشخص إمام جامع أو بائع "عربية فول" أو "مصلّح بوابير كاز"! انقدوه وفق سلوكه وتصرفاته وليس وفق مهنته وعمله.

    ثم من قال لكم أن كل إمام جامع هو بالضرورة متطرف لا يفقه بالحياة ؟ هذا الرجل أصدر مواقف سياسية تجاه الاقليات وتجاه الجيش كانت أكثر تطورا وتقدما وتنورا من مواقف الكثيرين من المعارضين المحسوبين على العلمانية والليبرالية. مثلا: أحد المعارضين العلمانيين يصف الجيش بأنه نصيري، فيما معاذ الخطيب يقول أنه "يحزن لكل تابوت يخرج من الجيش الذي بنيناه بعرق الجبين والدمع". أحد المعارضين الليبراليين يدعو "للانتقام من النظام النصيري ومن أتباعه في الساحل"، فيما معاذ الخطيب - إمام الجامع- لم يصدر عنه هكذا كلام، بل دعا لنبذ الطائفية، وله شريط فيديو شهير منذ العام الماضي يتحدث فيه عن الفقر والفقراء في الساحل السوري.

    ثم ألا يشهد تاريخنا السوري بوجود رجال دين كانوا أنواريين أكثر من الشيوعيين والبعثيين وكثيرين من التيار اليساري. أليس الآن الشيخ عصام العطار أكثر أنوارية وانفتاحا من كثير من المعارضين اليساريين الذي دفعهم حب المال لنسج صداقات مع جماعات متطرفة والعمل معها والإدعاء بالايمان بتوجهاتها أكثر من الايمان بـ"كارل ماركس"!

    ألم يكن مصطفى السباعي كذلك أيضا منذ الخمسينات عندما أطلق مواقف وتحالفات مع شخصيات من الاقليات ؟

    أليس الداعية الدكتور عبد الكريم بكار واحدا من هؤلاء الشيوخ الانواريين، فالرجل – ومنذ بداية الأزمة- لم يطلق كلمة واحد ضد طائفة، ولم يتخذ أي موقف ذي صبغة طائفية، بل على العكس كان منتقدا دائما لأي ممارسات تنهتك حقوق الإنسان من جانب المعارضة، وسمعناه مرارا يتحدث – وهو الداعية ورجل الدين- وفق منطق حقوقي إنساني.

    معاذ الخطيب كان إمام الجامع الأموي، أين أنه كان من "ملاك" وزارة الأوقاف السورية في يوم من الأيام، وبالتالي سيبدو من غير المنطقي بالنسبة للطرف الأول أن يطلق اتهامات له بأنه مثلا "متطرف أو مؤيد للإرهاب" !

    وهناك من الطرف الثاني من انتقد معاذ الخطيب لأنه لم يهاجم الجيش وينعته بنعوت سلبية في كلمته، كما انتقدوه لأنه تحدث بكلمات طيبة عن بعض الاقليات في خطابه. يعني ماذا تريدون من شخص - يقدم نفسه كممثل توحيدي لفصائل عديدة من المعارضة – أن يضع مسدسه على الطاولة أمامه ويعلن عزمه التخلص من الجيش السوري ؟ أو رمي ثمانية ملايين سوري من الأقليات في البحر ؟!

    كان الله في عون الرجل من الطرفين. هذا لا يعني أننا نكيل المديح له الآن، فنحن إعلام مستقل فحسب. ولكن ما نريد قوله هو ما نشدد عليه دائما: انقدوا وقيّموا الناس وفق تصرفاتهم وآرائهم، وليس وفق مهنهم وخلفياتهم الدينية والعرقية وغير ذلك.

    وكما يقول المثل الشعبي "ما صرلوا بالقصر غير من مبارح العصر" يعني الرجل استلم منصبه منذ يوم، وبالتالي من المبكر الحكم عليه، وتقييمه. ولاحقا يحق للسوريين أن ينتقدوه كما يحبون إذا اتخذ مواقف وسياسات لم تعجبهم، ويحق لهم الثناء عليه إذا أعجبتهم مواقفه.

     

     



مقال سيريا بوليتيك

أكثر الأخبار قراءة

آراء

  • رؤية في الحل

    بقلم : د.محمد عبدالله الأحمد
    التفاصيل
  • دوافع وأهداف العدوان الإسرائيلي على مركز البحوث في جمرايا

    بقلم : محمود جديد
    التفاصيل
  • العنف والمثقفون في سوريا: بين أوهام التلفيق البهيجة وحقائق التاريخ الفاجعة

    بقلم : محمد حيان السمان
    التفاصيل
تابعونا