قال الشيخ الدكتور عبد الكريم بكار، الداعية الإسلامي البارز ورئيس مجلس شورى الملتقى الإسلامي السوري، إنه لا يجوز التمثيل بالجثث، كما لا يجوز القتل والتعذيب والإهانة مرجعا ذلك إلى أن الإخلاق هي التي تمنح الشرعية للثورة في سوريا.
وجاءت تصريحات الشيخ بكار لقناة "الجزيرة" تعليقا على "مدونة السلوك" التي أصدرها الجيش الحر مؤخرا، بعد نشر عدة فيديوهات تحتوي على مشاهد تنكيل بالجثث إضافة إلى الذبح والتعذيب، مما دفع منظمات حقوقية دولية إلى إدانتها، كما أن لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة اعتبرت قي تقرير لها منذ أيام أن "قوات المعارضة ايضا ترتكب جرائم حرب".
ومما جاء في مدونة السلوك التي أصدرها الجيش الحر المادة الثانية التي تقول: أتعهد أمام شعبي وثورتي بأن أربأ بنفسي عن أية سلوكات أو ممارسات تسيء إلى مبادئ ثورتنا التي قامت عليها، مبادئ الحرية والمواطنة والكرامة. وعليه فإنني أحترم حقوق الإنسان وفق ما تمليه مبادئ شرائعنا الدينية السمحاء وقواعد القانون الدولي لحقوق الانسان التي نناضل اليوم كي نراها مطبقة على جميع السوريين في سوريا المستقبل.
ووصف الشيخ بكار إصدار هذه المدونة بـ"الخطوة الممتازة والتي كان يجب أن تتم من قبل". وقال "الذي رفع سقف الممارسات بين الخصوم هو النظام لأن الفظائع التي ارتكبها النظام ربما تُكتب فيها موسوعة في يوم من الأيام، والمسافة التي تفصل بين أخلاق النظام وأخلاق الثوار هي التي تمنح الشرعية للثورة.. أن يثور الناس يعني أن هناك نظام يثورون عليه وهذا معناه أن يسلكون ويتصرفون غير سلوك وتصرف النظام".
وأضاف "هذا الإنسان الذي قد يكون شبيحا وقد يُقتل، وقد أجد نفسي يوما ما وأنا أرعى أيتامه، لأنه بالنهاية هو ابن بلد، وهو من قبل ومن بعد إنسان، ومهما تقاتلنا وتخاصمنا ومهما جرى هناك حدود للتعامل واحترام حتى للجثث، ولا يصح بأي حال من الأحوال التمثيل بالجثث أو إلقاءها".
وتحدث الشيخ السوري أيضا عن ورشة جار التحضير لها الآن وسيحضرها كبار الحقوقيين في العالم من أجل إصدار إعلان حقوقي، وقال "يجب أن يعلم الجميع أن الكل سوف يُساءل بعد سقوط النظام فالذي يخطئ من الثوار سوف يُساءل والذي أخطأ من جماعة النظام سوف يُساءل وليس هناك أحد فوق المساءلة.. لذلك على الجميع أن يتأدبوا بالأخلاق العربية والإسلامية من جهة، وأن تكون أعمالهم ضمن الشرعة الدولية وضمن حقوق الإنسان".
وشدد الشيخ بكار على أن الثورة يحضنها الناس ويدافعون عنها لأنهم يرون أنها تمثل طموحاتهم وآمالهم التي يريدون الوصول إليها، وبالتالي فإن أي أعمال من قتل وتعذيب وإهانة لا نطيق أن نراها، مشيرا إلى أن "نيلسون مانديلا قال (ليس حرا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة) والمفروض نحن ألا نطيق رؤية إنسانا يُهان حتى لو كان عدوا لأنه يوجد قانون ونظام يُطبق عليه في النهاية".
كما شدد الشيخ السوري على أن "أموال الناس أيضا يجب أن تبقى محفوظة وألا تمتد الأيدي إليها حتى لو قيل نحن في ثورة لأن الثورة أيضا لها مشروعية ولها حدود وأموال الناس لا يجوز مد اليد إليها بأي حجة".
-----------
موضوعات مرتبطة:
هيومن رايتس: النظام السوري ينتهك حقوق الإنسان في "القصير"
الأمم المتحدة:النظام وميليشياته نفذوا مجزرة الحولة..والمعارضة ترتكب جرائم حرب
"هيومن رايتس": جماعات المعارضة المسلحة في سوريا تخطف وتعذّب وتعدم مدنيين
رامي عبد الرحمن: إعدام "زينو بري" إجرام ضد القانون الدولي والإسلامي
المعارضة تتحدث عن إعدام شبان في "الشماس" وتتجاهل "مجزرة البريد" في حلب