قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، نقلا عن مصادر سورية، أن كل ما يُحكى عن أسماء شخصيات كانت موجودة في اجتماع الخلية هي معلومات غير صحيحة جملة وتفصيلاً، كاشفةً أن مسؤولاً سورياً في مكتب الأمن القومي، وهو ضابط متقاعد برتبة لواء، كان موجوداً في المبنى، وكان من المنتظر أن يشارك في الاجتماع، تعرض لإصابة غير حرجة، لأنه لم يكن موجوداً داخل الغرفة لحظة وقوع الانفجار. وأكدت المصادر أن التحقيقات التي أجريت أدت إلى تحديد الشخص الذي وضع الجسم المتفجر داخل الغرفة.
ولفتت المصادر إلى أن هذا الجسم مموّه بشكل يشبه ملفاً يحوي مجموعة من الأوراق، وأن ألواح المتفجرات نُقِلَت تباعاً إلى داخل المبنى وجمعت فيه، وهي عبارة عن رقائق عريضة ومسطّحة. وتبين أن المشتبه فيه بزرع العبوة الناسفة هو أحد مساعدي رئيس مكتب الأمن القومي هشام اختيار. وأشارت معلومات متقاطعة من دمشق إلى توقيفه، ومباشرة التحقيق معه، علماً بأنه ليس انتحارياً كما سبق أن أشيع يوم وقوع عملية التفجير.
ولفتت المصادر إلى أن التحقيقات تشير إلى أن الجهة المسؤولة عن عملية التفجير لا تمت بصلة للقوى المسلحة المعروفة في المعارضة السورية، ولا تلك التي تبنّت العملية. بل إن المعطيات تشير إلى تورط جهات استخبارية غربية وإسرائيلية في التجنيد والتحضير والتنفيذ.
وفي السياق، نفت معظم مصادر المعارضة السورية علاقتها بعملية الاغتيال التي طالت أبرز رموز النظام، علماً بأنها أثنت عليها. حالها كحال مصادر المجموعات السلفية الجهادية التي أكّدت لـ«الأخبار» أنها لم تسمع سابقاً بما أُطلق عليه تسمية «لواء الإسلام» الذي تبنى العملية. ورغم إشادتها بنتائج العملية، لفتت إلى أن أحداً من مجموعاتها لا يعرف شيئاً عن هذا "الفصيل المشبوه".
---------------
هامش من سيريا بوليتيك: منذ يوم "قصة" التفجير، وكل صحيفة عربية تدعي أنها تروي حقيقة ما جرى في دمشق في ذلك اليوم، إلا أن المعطيات والمعلومات التي وصلت إلى "سيريا بوليتيك" مختلفة تماما وهي أكثر عمقا سياسيا وأمنيا واستراتيجيا مما ترويه الصحف، وسنقوم بنشرها قريبا.