مع غروب الشمس يوم الأحد 15-7-2012 اتصل أحد المغتربين السوريين مع أسرته في حي التضامن بدمشق فأخبروه أنهم تعرضوا للطرد من منازلهم. في تلك اللحظة لم يعد يكترث هذا المغترب لأي شئ في العالم: لا يهمه أين سيعقد مؤتمر المعارضة القادم، ولا يكترث بما سيقوله كوفي أنان، لأنه قلبه انكسر بين لحظة وأخرى وقد حمل على ظهره هموم عائلته التي قد لا يعرف مصيرها بين لحظة وأخرى، في بلد يسقط فيه كل يوم العشرات منذ 18 شهرا.

أعلموه أن شبيحة "شارع نسرين" دخلوا إلى المنطقة مدججين بالسلاح، إلا أنه سوريته تعالت على غضبه وألمه؛ وبدلا من ذكر خلفيتهم المذهبية بالإسم، قال إنهم "من أقلية دينية للأسف".

وكانت وكالات الأنباء أفادت بأن "مقاتلي المعارضة خاضوا قتالا ضاريا مع القوات الحكومية في بعض احياء جنوب دمشق امس الأحد، في بعض من اعنف المعارك أثناء النهار داخل حدود المدينة حتى الان".

وقال الناشط سمير الشامي الذي تحدث الى «رويترز» من دمشق عن طريق موقع «سكايب» ان القتال ما زال دائرا في حي التضامن الفقير بعد معارك متواصلة طوال الليل في حي الحجر الاسود.

وتابع ان اصوات اطلاق النار تتردد بكثافة والدخان يتصاعد من المنطقة. واضاف هناك بالفعل عدد من الجرحى والسكان يحاولون الفرار من المنطقة. وعرض الشامي لقطات حية للدخان يتصاعد فوق مباني الحي. وتابع ان عربات مدرعة تتوجه نحو جنوب الحي.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله أن حي التضامن الدمشقي "يتعرض لقصف من قبل القوات النظامية"، مضيفا ان عددا من القذائف "سقطت على منطقة القرشي في دمشق".

واشار الى ان "اصوات اطلاق رصاص كثيف تسمع في حي التضامن والحجر الاسود، مترافقة مع سماع اصوات انفجارات وسط معلومات عن سقوط جرحى".

من جهتها، أفادت تنسيقية حي التضامن صباح اليوم الإثنين أن "سيدة فلسطينية فقدت ثلاثة من من ابنائها وهم:جمال محمد سعيد ـــ سعيد محمد سعيد ــــ عبد الحي محمد سعيد وقد فقدوا في حي التضامن اليوم يرجى ممن يتعرف عليهم إبلاغ القائمين على مدرسةالفالوجة في شارع المدارس حيث أن والدتهم هناك".

وقال بيان صادر عن الهيئة العامة للثورة (المجلس الثوري) أنه "للمرة الأولى في دمشق العاصمة منذ أيام الاستعمار الفرنسي تستخدم المدفعية لقصف أهل الشام الأحرار في حي التضامن ودف الشوك ومخيمي اليرموك وفلسطين وحي القدم ونهر عيشة وللمرة الأولى تحلق المروحية في العاصمة فوق حي التضامن تمهيداً لاقتحامه".

وتابع البيان " وللمرة الأولى في التاريخ ينزح أهل عاصمة الأمويين. حيث نزح 5000 مواطن سوري من حي التضامن. وللمرة الأولى يسجل العالم أن النازحين ينزحون حيث نزح بعض أهل حمص المقيمين في حي التضامن مع أهلهم الدمشقيين".

شاهد فيديو اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري ( نقلا عن صفحة تنسيقية حي التضامن):

فيديو: بيان صوتي من تنسيقية حي التضامن