سـياسة واســتراتيجي

  • تقرير استراتيجي: "مجزرة الحولة" أدت لـ"احتقان طائفي" غير مسبوق في سوريا

    26 مايو 2012 - 9:18 PM : سيريا بوليتيك
  • قال تقرير أعده خبراء في القسم "السياسي والاستراتيجي" في سيريا بوليتيك إن المجزرة التي حصلت في الحولة بريف مدينة حمص أدت إلى احتقان طائفي ومذهبي غير مسبوق في تاريخ سوريا.

    وقال التقرير، الذي تم إعداده بناء على رصد ردود فعل السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر)، إنه شمل مختلف شرائح السوريين من مؤيدين ومعارضين منضوين في أحزاب وحركات وهيئات، إضافة إلى الناس العاديين الذين ليس لهم أي انتماءات وتوجهات سياسية واضحة.

    وأضاف التقرير : بصرف النظر عن مرتكب المجزرة فإنه حقق هدفه وهو رفع منسوب الإحتقان الطائفي في البلاد بشكل كبير ومصيري.

    وأوضح: فور وقوع المجزرة كانت عبارات من قبيل "النصيريين والعلويين القتلة والمجرمين" وعبارة " سنرد وننقتم" من بين أكثر الجمل التي رددها بعض السوريين المنددين بالمجزرة، وإذا حاول أحد السوريين الدخول والتعليق بالرفض على كلامهم بأن الطائفة العلوية لا علاقة لها بما يجري وأن القتل لا دين له يتم الرد عليه بقسوة تحت التهديد بحجبه عن الصفحة. وقال التقرير "إن من يرددون هذا الكلام يقولونه عن قناعة تامة بسبب الفيديوهات والصور وما يقال في عدد من وسائل الإعلام التي زرعت فيهم أن هناك إبادة طائفية في البلاد".

    وإضافة إلى ذلك فقد تم رصد خوف وقلق غير مسبوق لدى بعض المعلقين المنحدرين من خلفية علوية حيث عبروا عن هاجسهم الكبير من "صعوبة استمرار العيش في البلاد خوفا من الانتقام في الأيام القادمة ودفع ضريبة على أشياء لا علاقة لهم بهم".

    ورصد الباحثون أن بعض الاعلاميين السوريين الذين يعيشيون خارج البلاد "كانوا على قناعة تامة أن فرق موت تابعة للعلويين والشيعة هم من قام بالمجزرة" وأضافوا " لوحظ أيضا صعوبة الدخول معهم في أي نقاش أو حوار حول هذا الأمر.. إلا أن بعضهم يتقبل الحوار والنقاش وهؤلاء شريحة قد تحمل بارقة أمل للمرحلة المقبلة".

    وأشار التقرير إلى أن النخبة السياسية السورية، وخاصة مثقفي المعارضة، تتحمل جزءا مهما من استمرار ارتفاع الاحتقان الطائفي وأرجع ذلك لعدة أسباب، منها:

    - أنهم نخبة ومن المفترض أن يوجهوا الشارع وأن يكون لهم التأثير الكبير عليه ويحذروا في بيانات متتالية من خطورة حصول مواجهات طائفية، إلا أن هذا لم يحصل؛
    - كثير من النخبة يسمح بتمرير التعليقات ذات الصبغة الطائفية على صفحاتهم دون تدخل أو محاولة لتحويل الحوار من انفعالي طائفي إلى حوار سياسي؛
    - النخبة هي الأكثر دراية، من الشارع نفسه، أن هناك في المخابرات والنظام والجيش في سوريا شخصيات من مختلف الطوائف والمذاهب، وكذلك في المعارضة، ومن واجبها توضيح ذلك بشكل دائم.

    كما لاحظ التقرير أن الاحتقان الطائفي ترافق مع "كراهية للآخر غير مسبوقة"، وقال حرفيا " إذا حاول أي سوري كمراقب مستقل أن يفتح حسابا على الفيسبوك ويضيف على قائمة أصدقائه أشخاصا من الطرفين، أي المؤيدين والمعارضين، فإنه سيحتاج يوميا إلى "حبوب مهدئة" بسبب الكراهية والخلاف والاحتقان الموجود بين الطرفين لدرجة يتخيل فيها المراقب المستقل أن كل واحد من الطرفين ينتمي لبلد مختلف وليسا من بلد واحد.

    وختم التقرير: المسلمون السنة في سوريا لديهم مناعة تاريخية ضد الطائفية، وهم من أكثر المسلمين اعتدالا في العالم، ولكن ثمة محاولات من تيارات أصولية، ومحاولات إقليمية، للتركيز على أحداث معينة ونفخ الروح الطائفية فيها، ومحاولات حثيثة من قبل تلك الأطراف لزرع فكرة رئيسية في أذهان المسلمين السنة السوريين وهي أنهم يتعرضون لإبادة جماعية، وذلك بهدف ضرب هذه المناعة التاريخية وإسقاط إحدى أقوى قلاع الاعتدال السني في العالم.

    البلاد تعيش لحظات مصيرية. واستمرار منسوب الاحتقان الطائفي في الارتفاع لن يوقف الدم في البلاد، وإنما سيزيد من الثأر والانتقام وهدر الدماء. تقاتل اللبنانيون لسنوات، وفي النهاية جلسوا سويا على طاولة واتفقوا، والخاسر الوحيد كان الأبرياء الذي ذهبوا ضحية للحرب الأهلية، فيما شرب السياسيون نخب فوزهم وتقاسمهم الحكومة. فإما أن يخرج قادة وسياسيون يعيدون ما صنعه الشيوخ الثلاثة صالح العلي وابراهيم هنانو وسلطان الأطرش وإلا فإن الحرب الأهلية ستزور السوريين الأبرياء.

     



مقال سيريا بوليتيك

أكثر الأخبار قراءة

تابعونا