بـ«شورت وتيشرت» حوّل محمد يمان منذر سليمان منطقة كركاس إلى «نورماندي». ما حدث في ليل رأس بيروت الدامي، لم يكن اشتباكاً بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي وبين مسلحين، كانت معركة طاحنة بين الجيش اللبناني من جهة، وبين سليمان و«زميله في سجن رومية» هاني الشنطي.
قبيل الساعة العاشرة والثلث من ليل الأربعاء، حضرت غرام ح.، صديقة سليمان إلى شقته في مبنى العيتاني قرب مطعم أبو حسن، برفقتها الحلاق النسائي سامر أبو عقل الملقب بالمصري. كانت غرام تريد استرجاع أغراض لها من شقة سليمان بعد خلاف وقع بينهما. «إنت عميلة للمخابرات السورية وعم تتجسسي عليي»، وجه سليمان كلامه لغرام، ووجّه طلقات عديدة من بندقية كلاشنكوف إلى صدر المصري. طارد الموت غرام على درج البناية. اختبأت في موقف سيارات قريب. نزل سليمان إلى الشارع، لم يجدها، أطلق الرصاص المجنون في الهواء. كان الجيران وعناصر القومي قد أبلغوا القوى الأمنية بوجود مسلح. هناك على الزاوية البعيدة، وقف عنصران من الأمن الداخلي، عنصر من استقصاء الأمن العام، وضابط في استخبارات الجيش اللبناني وأحد العناصر. احتمت غرام بالقوى الأمنية. لعب العسكريون «الغميضة» مع سليمان، صار يطلق النار من كل زاوية ويختفي. حاصره العناصر قرب أوتيل «هوني موون»، رمى سليمان قنبلة على المجموعة، فأصيب عنصرا قوى الأمن بجراح متوسطة. اختفى سليمان. ها هو يطلق النار من جديد، من لا مكان. هنا انضم عناصر الجيش اللبناني الموجودون على مقربة من المبنى إلى القوى الأمنية، في محاولة للرد على مصادر النيران، المجهولة حتى الساعة.
أين هو مطلق النيران؟ احتار الأمنيون. كانت غرام قد أفادتهم بما تعرفه عن المنزل. سليمان معارض للنظام السوري، ومدجج بالسلاح «سبعة قنابل يدوية، مسدسين، ثلاث بنادق كلاشنكوف، وكمية كبيرة من الذخيرة». ناطور البناية أنكر في البداية وظيفته، «بتعرفو؟ شعره طويل وإلو سكسوكة؟ ضخم؟» لم يجب، ربما أصابه الخوف. وعلى ما تشير الوقائع، فإنه ضلل الأمنيين لأكثر من ساعتين عن هوية مطلق النيران. مهلاً، لم يعد سليمان وحده. استطاع الشنطي، الانضمام إلى رفيقه بعدما ركن سيارته الهيونداي إلى جانب الطريق. صار الرصاص أغزر. بعد ساعتين ونصف الساعة، حدّد مكان اطلاق النيران، وهو الطابق السابع من مبنى العيتاني، من دون تحديد عدد العناصر. اقتحمت قوة من الجيش المبنى وحاصرت الطابق السابع. اشتبك سليمان ورفيقه مع الجيش لغاية الساعة الثانية والنصف صباحاً. لم يملّ العسكريون من محاولة اقناعهما بالاستسلام. أصيب الشنطي إصابة قويّة في رأسه وكتفه اليمنى جراء قنبلة يدوية، عندها زحف باتجاه الجيش وسلم نفسه: «بعد في فادي، ومنصاب بإيدو». ساعتين و40 دقيقة بقي سليمان يقاتل الجيش بالرصاص والقنابل. كان يئنّ ويستدرج الجيش ثم يطلق النيران. كانوا يخشون أن يكون في حوزته حزام ناسف. في الخامسة والثلث فجراً، استطاع العسكريون قتله.
لا يصدّقن أحد أن سليمان كان رجلاً عادياً، ولا حكايته حكاية عادية. ماذا حصل حتى كشف الرجل نفسه؟ ما علاقته بهاني الشنطي؟ عسى يخبرنا الشنطي نفسه.
نقلا عن "الأخبار" اللبنانية
-----------
من هي غرام الحسين؟
إنتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي صورة للمدعوة "غرام نورس الحسين" التي أوقفت عقب أحداث الأمس في كراكاس.وقد أشارت معلومات خاصة لموقع "الجديد" إلى أن غرام تعمل نادلة في احدى الحانات في شارع الحمرا، وهي معروفة بإسم "دانيت".وكشفت المعلومات أنها من منطقة حلب وبأنها كانت داعمة للثورة السورية. 
نقلا عن قناة "الجديد" اللبنانية