قرر المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق (فرع المهجر) عقد مؤتمر استثنائي في العاصمة الفرنسية باريس يوم 15 إبريل/نيسان 2012 وذلك قبل مرور سبعة أشهر على انتخاب هيئاته.
وأرجع المكتب عقد المؤتمر الاستثنائي، وفق بيان وصلت نسخة منه "سيريا بوليتيك"، لعدة أسباب منها: وجود انتسابات كثيرة فاق عددها عدد المشاركين في مؤتمر برلين، الأمر الذي يتطلب انتخابات جديدة تعطي قيادة أكثر تمثيلية للجسم التنظيمي. وثانيا: لأن الأمور تسير بسرعة كبيرة على الصعيدين الميداني والسياسي بشكل يتطلب نقاشا يشمل الجميع وليس فقط القيادات المنتخبة.كذلك دراسة ومناقشة الإحتجاجات واستقالة عدد من الأعضاء وأسباب ذلك وكيفية تفاديه من القيادة الجديدة،وثالثا مناقشة الرؤى والتصورات الأساسية النضالية والبرنامجية للعام الثاني للثورة بصوت جماعي وعقل جماعي.
وقال المكتب إن الهيئة "ضمت باعتزاز كل فئات المجتمع وأحزابه، ففيها العامل ورجل الأعمال، فيها المثقف والمزارع، المهندس والطبيب والعاطل عن العمل.. فيها المعتقل والمطلق السراح والمنفي والمهجر والمهاجر، وهي تعتز بعربها وكوردها وسريانها وأرمنها وتركمانها وشركسها.. أي القدرة الفعلية الجميلة على تجسيد شعار الشعب السوري واحد".
وقال البيان " كانت هيئة التنسيق الوطنية من أهم من ناضل بحزم ضد الدكتاتورية وعرّف العالم بجرائم السلطات الأمنية وطالب بالعقوبات والملاحقة القضائية لكل من ارتكب جرما اقتصاديا أو سياسيا بحق الشعب السوري. وقد وثقت مع مؤسسات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية والفضاء غير الحكومي لحقوق الإنسان كل الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها السلطة".
وتابع :كذلك رفضت هيئة التنسيق الوطنية أية مهادنة في قضايا الإعتداءات من متطرفين ملوثين طائفيا على مواطنين مسيحيين وعلويين وشيعة في محافظة حمص، والدعوات المذهبية والطائفية البغيضة التي قبلها البعض لنفسه. وأدانت بشدة اغتيال بعض الكوادر المدنية والعسكرية لأسباب طائفية. وواجهت بما استطاعت عملية تهجير الناس داخليا وخارجيا، وحذرت من الإنزلاق في التسلح العشوائي وتسليح الأطفال وواجهت التدخل من أطراف إقليمية ودولية لجعل الصراع على سورية مركزيا عوضا عن الصراع بين الشعب والدكتاتورية. ومع انتشار الدعوات العلنية لتسليح المعارضة التي نسمعها من على الفضائيات ومن مسؤولين في دول مجاورة، رفضنا الإنزلاق في منطق مؤداه حربا أهلية لا منتصر فيها.
وبخصوص الجيش السوري، أكد البيان: كذلك كان موقفنا ثابتا في كل دعوات تمزيق الجيش السوري وطلب الهجوم عليه جوا أو برا أو بحرا باسم عملية جراحية هنا وكوريدور غير جراحي هناك. ولا شك، بأن مواقفنا المستقلة والثابتة قد جرت علينا عداوات إقليمية ودولية رغم رفض هيئة التنسيق الوطنية لسياسة المحاور والتخندق في معسكر ضد آخر،وحرصنا على علاقة متزنة تنطلق من المصالح الحيوية لسورية الشعب والدولة الدميقراطية المدنية المنشودة.