لدى الاتصال مع أي صديق، أو قريب، في مدينة سورية أخرى، سيكون موضوع أزمة الخبز هو الهاجس الرئيسي للمتحدثين، فيما حال الحكومة التي رسم معالمها النظام تقول "لن يتغير وضع الحكومة سواء قاد ملفها الاقتصادي بعثي أو شيوعي"، كما يقول أحد الخبراء لـ"سيريا بوليتيك".
الحكومة، وفي قرار لم تلتفت إليه وسائل الاعلام، قامت منذ يومين برفع سعير لتر البنزين 5 ليرات سورية.
آخر المستجدات، حصول أزمة خبز في مناطق عديدة في محافظة اللاذقية، وأزمة مواصلات خانقة في محافظة طرطوس، تأتي عقب أزمة الخبز في كل من حمص وحلب.
الصحفي حمود المحمود، المقيم بدمشق، كتب على صفحته على الفيسبوك قائلا :" كنت مستغرباً في البداية حينما طلب مني أهلي في الرقة أن أرسل لهم خبزاً من دمشق إلى الرقة .. فقالوا لي لاتستغرب فإنّ بعض العمال السوريين في لبنان والأردن يرسلون لأهلهم في الرقة الخبز عبر البولمانات وسيارات الشحن من دول الجوار".
في حلب، انتشر شريط فيديو يظهر مجموعة من الأطفال يزدحمون من أجل الحصول على بعض الرز المطبوخ. حلب، المدينة، التي طالما اشتهرت بمطبخها العريق، وإكرام ضيوفها، أصبح أطفالها ينتظرون بعض الرز المطبوخ.
يقول تلفزيون الخبر في حلب: صندويشة الفلافل التي كانت تباع بـ 15 ليرة سورية بلغ سعرها وبنصف رغيف فقط 50 ليرة سورية، ربطة الخبز السياحي وصل سعرها غلى 250 ليرة سورية، الخبز العادي ( المدعوم) لا يحصل عليه في حلب إلا " المدعوم" سواء من السلطة او المعارضة، على حد سواء.
الموقع يقصد بنصف رغيف أي الصندويشة بوجه واحد من الرغيف، وأما إذا كانت بوجهين ستكون أغلى.
وتابع الموقع " المسلحون يرفضون توزيع القمح للمطاحن بهدف الضغط على السلطات لتحقيق بعض مطالبهم"، دون الإفصاح عن مضمون المطالب.
وذكر مصدر ميداني لتلفزيون الخبر أن بعض المسلحين قاموا بتفكيك مطحنة " الشهباء" الحكومية، وقاموا ببيع قطعها بعد تهريبها إلى تركيا عبر الحدود التي يسيطرون عليها.
من جهة أخرى، حاول تلفزيون الخبر التواصل مع النائب الاقتصادي الدكتور قدري جميل للوقوف على خطة الحكومة لمعالجة مشكلة الخبز المتفاقمة في حلب، إلا أن النائب الشيوعي لم يجب على اتصالاتنا المتكررة ويبدو أن العمل السياسي يشغله عن معالجة الوضع المعاشي الذي تناط به وزارته.
خبير اقتصادي قال لـ"سيريا بوليتيك": "الأزمة من أساسها سياسية. بعض وسائل الاعلام تقول إن المسلحين في المعارضة فككوا بعض المطاحن ويرفضون توزيع الطحين، ولكن كبار مسؤولي النظام هربوا بملايين الدولارات خارج البلاد. لا يجب أن نضحك على أنفسنا لأن الأزمة سياسية من الأساس، فقد حصلت أزمة حصار خانقة في الثمانينات ولم تحصل أزمة خبز. هناك وضع سياسي مغلق بسبب سياسات النظام المحلية والدولية، وبدأنا نقطف ثمار هذه السياسات".